لنرمٍ أثقالنا.. لنحيا سعداء!

 ترقصين بجسدكِ الممشوقِ وتتمايلينَ فوق أحلامنا، تقطرينَ عطركِ الوردي فيما تبقى منها

ونحن نضيعُ، ننتشي في وشاحكِ المسافرِ فينا أيتها الأيام. لا يزال لدينا لحن لم نغنه، ذاكَ مقبضٌ نحت أناملنا عليه، هناك ضوء خلفه ينتظر. لنستمر سعداء لنتخلّ عن أثقالنا خارجاً:

لا لمقاومة التغيير

لمرحلة أفضل.. التغيير أمر مذهل يساعدنا ومن حولنا على الانتقال، (لكل منا جنته الخاصة، ببعض التغيير يفتح الكون الأبواب، لا تأبه للجدران). جوزيف كامبل.

لا لمقاومة الجديد

 نرفض عادة الأشياء أو الأشخاص أو الأحداث غير المفهومة، أو تلك التي نشعر بها غريبة أو مختلفة، لا تعمل العقول إلا إن كانت منفتحة، يقول واين داير: (أعلى أشكال الجهل هو رفض أمر لا تعرف أي شيء عنه).

التخلي عن المخاوف الخاصة

الخوف هو مجرد وهم لا وجود له، نحن ننشئه، كل شيء كامن في العقل، تصحيح بعض مساراتنا وترتيب فوضانا يزيل القلق والمخاوف.

(الشيء الوحيد الذي علينا أن نخافه، هو الخوف نفسه). فرانكلين روزفلت

التخلي عن خلقِ الأعذار

لنعبئ أعذارنا في جعبة ونطلقها للنار، لم نعد في حاجة لها، في الكثير من الأوقات نؤذي تقدمنا بسبب الحجج التي نستخدمها، وبدلاً من تحسين حياتنا حينَ نتعثر، نكذب على أنفسنا مستخدمين جميع أنواع الأعذار، التي بمعظمها، غير واقعية.

التخلي عن الماضي

عندما يكون أفضل بكثير من الحاضر والمستقبل يمسي غامضاً، يبدو من الصعب التخلي عن الماضي، ولكن علينا أن نأخذ بالحسبان حقيقة أن اللحظة الراهنة هي ما نملك، وكل ما نملكه لاحقاً، الماضي الذي نتعلق به الآن، لم يكن سوى حاضر تجاهلناه من قبل! كفانا إيهاماً، لنكن الآن في كل ما نفعله ولنستمتع بالحياة، لنصغ نظرة واضحة للمستقبل، لنجهز أنفسنا، لنكن الحاضرين في الحاضر..!

لا للتعلق

مفهوم صعب الفهم، لكنه ليس بالمستحيل. يمكننا التخلي عما تعلقنا به مع الزمن وبالممارسة، في اللحظة التي نفصل بها أنفسنا عمن نحب (وهذا لا يعني أننا نتخلى عن حبنا لهم – الحب والتعلق يختلفان- يأتي التعلق من موضعِ خوف، بينما الحب الحقيقي نقي، مجرد، غير أناني. حيث يوجد الحب لا يمكن أن يكون الخوف، ولهذا لا يتعايش التعلق والحب ) في لحظة الفصل تلك نصبح متسامحين، لطفاء، هادئين ونحظى بمكانةٍ عميقة نقدر من خلالها على فهم كل شيء، دون أن نحاول حتى.

لا لإرضاء الآخرين

يعيش الكثير من الناس عمراً لا يشكل وجودهم الحقيقي، يحييون وفق ما يراه آخرون – من أصدقاء، أعداء، معلمين، حكومات ووسائل إعلام – الأفضل لهم، متجاهلين صوتهم الداخلي، مشغولين بإرضاء المجتمع، يسعون للارتقاء لمستوى توقعات الغير، ليفقدوا

السيطرة على حياتهم وينسوا ما يجعلهم سعداء، ما يريدون حقاً، وما يحتاجون إليه في نهاية المطاف، ويخسرون أخيراً جوهر ذواتهم.

لسنا محقينَ على الدوام

الكثير منا لا يتقبل أن تكون أفكاره خاطئة، حتى ولو كان هذا العناد خطراً ويؤدي إلى إنهاء العلاقات الكبيرة أو التسبب بقدر كبير من الألم، لنا وللآخرين، الأمر لا يستحق هذا العناء، كلما شعرنا بحاجة الدخول في معركة إثباتِ مَن المحق ومَن المخطئ، لنسأل أنفسنا السؤال التالي: (هل علينا أن نخسر الآخرين لنثبت أننا الأصح؟) ومالفرق الذي سنحدثه؟ هل حقاً له صدى كبيراً؟

لا حاجة إلى السيطرة

التخلي عن هاجس السيطرة على الأحداث الخاصة بنا وحولنا. على الأشخاص الموجودين في محيطنا سواء أكانوا أحبة، زملاء العمل، أو حتى غرباء – مجرد السماح لذاتنا بالتحرر منه وللأشياء أن تسير بطبيعية، يقيم السلام فينا كل الوقت.

علينا أن ندع الأمور تمضي في سبيلها ويأتينا نضجها لاحقاً، العالم لأولئك الذين لا يحملون ثقله.

لا حاجة إلى اللوم

 علينا التخلي عن إلقاء اللوم على الآخرين على ما لنا أو ما ليس لنا، بماذا نشعر أو لا نشعر، بما حدث وما لم يحدث، علينا التوقف عن هدر طاقاتنا، والبدء بتحمل مسؤولياتنا في الحياة.

التخلي عن الشعور بالهزيمة

يؤذي الكثير من الناس أنفسهم بسبب سلبيتهم، بفعل العقلية الذاتية الملوثة بالهزيمة المتكررة لديهم، لا يجب أن نصدق كل ما يقوله لنا عقلنا، لا سيما إن لم يكن إيجابياً، نحن أفضل من ذلك، أرشيف نيّر في مكان ما فينا يخبرنا عن انتصاراتنا.

(العقل أداة رائعة إذا ما استخدمت بحق. لا تدعه يدمرك). إيكهارت تول.

لا لمعتقدات محدودة

نحمل في أفكارنا معتقدات هائلة حول ما هو ممكن أو مستحيل، صخورٌ تبقينا عالقين في المكان الخطأ، لنفرد أجنحتنا ولنحلق بعيداً.

(ليس الاعتقاد فكرة يصوغها العقل، إنه التصور الذي يصوغُ عقولنا). إليي روزيل.

لا للشكوى

 من المهم التخلي عن الشكوى من أشخاص وحالات تجعلنا حزانى أو مكتئبين، لا أحد يستطيع أن يزرع فينا الغم والبؤس إلا إذا سمحنا له بذلك، إنها ليست حالة إصابتنا برصاصة المشاعر القاهرة في صدورنا، ولكنها الطريقة التي اخترنا بها تقبلها وإدخالها إلينا، علينا آلا نقلل من أهمية التفكير الإيجابي.

لا للانتقاد

جميعنا مختلفون، ونتشابه في رغبتنا بالوصول للسعادة، جميعنا نريد أن نحب وأن نُحَب، نريد أن نكون مفهومين ومتفاهمين. نطلب من الحياة أمراً وتقدم لنا الأيام سواه، لا نفع أن نسمم أفكارنا وأفكار غيرنا بالنقد الهدّام.

لا لهاجس الإعجاب

محاولاتنا واعية ولا واعية تصبّ في جعل الآخرين يحبوننا، قد لا ندرك أننا في الوقت الذي نُقلع فيه عن أن نكون غيرنا، ستسقط عنا جميع الأقنعة، وفي اللحظة التي نتقبل ونحتضن فيها ذواتنا الحقيقية، ينجذب الناس إلينا دون بذل أي جهد.

ميراثُ أفكار لا ينتهي يجلبُ المعاناة، التوتر والقلق، نصرّ على التشبث به، ونستمر بحياة خالية من السعادة والنشاط، عدة حاجاتٍ فقط، بالتخلي عنها يزهر بأيامنا التغيير.

العدد 1105 - 01/5/2024