أهالي مدينة السقيلبية يناشدون السيد رئيس الجمهورية
بمبادرة من منظمة الحزب الشيوعي السوري الموحّد – في مدينة السقيلبية – حماة جرت وتجري لقاءات شبه دورية مع ممثلي الأحزاب، والقوى السياسية، ورجال الدين، ومجلس المدينة، وبعض الفعاليات الأخرى، لدراسة المستجدات الحاصلة على الساحة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وغير ذلك، مما يخص المدينة والوطن الأم سورية.
وفي اللقاء الأخير جرى استعراض القضايا الأساسية الهامة وبحثها، واتفق الحضور على إرسال برقية للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد- رئيس الجمهورية العربية السورية، بخصوص ضرورة حماية المدينة وسكانها، مما تتعرَّض له من جرائم متكررة (كالسطو والتشليح والخطف والقتل المستمر، لم تتوقف حتى هذا اليوم، وذلك على طريق (الغاب – بيت ياشوط – جبلة)، وهذا نصها:
السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار حافظ الأسد المحترم:
نحن أبناء مدينة السقيلبية- محافظة حماه (من مختلف الفعاليات الاجتماعية والسياسية)- نتقدُم لسيادتكم الكريمةِ بما يلي:
السيد الرئيس: إن مدينتنا كانت وستبقى مهداً للمناضلين الوطنيين، فهي لم تبخل يوماً بتقديم أبنائها قرباناً للوطن الأم سورية الحبيبة، وهذا من أهم واجباتها الوطنية، أسوةً بباقي الشرفاء المخلصين في هذا الوطن، فهي تواجه الإرهاب والإرهابيين وجهاً لوجهٍ، بكل قوةٍ وصلابة وثبات، ولكننا اليوم جئنا نناشد سيادتكم الكريمة، التدخل لوضعِ حدٍّ للجبناء، واللصوص، وقطّاعِ الطرق، الذين يطعنون هذه المدينة وأبناءها من الخلفِ، وفي الظهر، دون وازعٍ من ضميرٍ، أو حسابٍ من أحد، فعوضاً عن دفاعهم عن وطنهم، تراهم يقومون بشتى الأعمال البربرية والهمجية، من خطفٍ للمواطنين مقابلَ الفديةِ المالية، ومن تشليح سياراتِ المسافرين، وقتلهم، والتمثيل الفظيع بجثثهم وهم أحياءٌ أو أموات، وممارسة أفظع أنواع الجرائم بحق الإنسانية، وذلك على أكبر أوتسترادٍ دوليٍ يصل الساحل بالداخل (خط السقيلبية – بيت ياشوط – جبلة) الذي أصبح يدعى (طريق الموت) علماً أنّ هذه العصابات تسرح وتمرح، دون أيّ حسيبٍ أورقيب، للأسف، رغم عبورها لعشرات الحواجز الأمنية الكثيرة المختلفة (الشريفة منها والفاسدة)، المقامةِ على هذا الطريق.
لقد قُتل الكثيرون من أبناءِ هذه المدينةِ الصامدةِ، ومن غيرها، وكانت آخرَ جريمةٍ ارتكبت بتاريخ 20 تموز 2014 في منتصف النهار، وكان ضحيتها سائق سيارة تكسي أجرة (يدعى: سَنَد مشرف حنا، وهو في الخمسينيات من عمره)، فقد جاءه ثلاثة شبان بلباسهم العسكري، طالبين منه إيصالهم إلى (قريتهم)، فاستجاب لهم فوراً، وما هي إلا ساعات معدودات، حتى وصلت أخباره، وكالعادة، وجدَ مقتولاً ومرمياً على قارعةِ الطريق المذكور، بعد أن أخذوا منه سيارتَه التي هي مصدر الرزق الوحيدٍ لعائلته ولأطفاله!!
إن هذه الحادثة المؤسفة قد تكررت عدةَ مراتٍ، بحق أبناء هذه المدينة الباسلة، وكأن الجهاتِ المعنية غائبةٌ، أو مغيّبةٌ – مع تقديرنا لظروفها الصعبة – لكنها غير مبررة، وإننا لا نستطيع اتهامها لا بالخيانة، ولا بالتواطؤ، لكننا نجزم أنها مقصرةٌ على الأقل، أو عاجزةٌ عن أداء دورها الوطني المنوط بها، لأنها عجزت عن ردع أي مجرمٍ حتى الآن، كما عجزت عن حمايةِ هذا الطريق الوحيد الذي يسلكه أبناء مدينتنا وغيرهم، كما أنها لم تكتشف أية جريمةٍ من الجرائمِ الكثيرةِ المتكررة، منذ بداية الأزمة حتى اليوم ( فيما يخص مدينتنا ). لذلك رأينا أنه من واجبنا، أن لا نخفي عنكم يا سيادة الرئيس، هذه الممارساتِ الإجراميةِ، الناتجةِ عن الإهمالِ والتقصيرِ الأمني غيرِ المبرر، والمرفوضة من قبلكم كلياً، مع تقديرنا الكبير لظروفكم، وللظروف القاهرة التي تمر فيها بلادنا، ومع ذلك فلنا ثقة مطلقة، بأنكم خير مَن يعالج هذه الأمراضِ، ومَن يرمم الجراحَ، ويواسي الثكالى، بفضل حكمتكم المعتادة، التي نحن بأمسّ الحاجةِ لكم ولها.
ودمتم سنداً للشعبِ، وذخراً لهذا الوطن العظيم المعطاء
أهالي مدينة السقيلبية
عنهم: مجلس مدينة السقيلبية