(إذاعة سبوتنك) الدولية تجري حواراً مع الشاعر أيمن أبو الشعر

بعد صمت طويل

  • أيمن أبو الشعر يتحدث عن محاولة اغتياله أمام الناس في مدرج جامعة دمشق ويؤكد أن القوى الظلامية المتطرفة هي التي كانت وراءها
  • ركز الحوار على انطباعات أيمن أبو الشعر عن حمزاتوف من خلال صداقة قوية جمعتهما في موسكو، وعن كتابه عنه.

في البداية لابد من الإشارة إلى أن الشاعر أيمن أبو الشعر يعتذر في السنوات الأخيرة عن إجراء الحوارات مع المنابر الإعلامية، ما يجعل من هذا الحوار استثناء، ربما لباعثين – كما يوضح الشاعر نفسه -: الأول أن وكالة سبوتنك من أضخم وكالات الأنباء العالمية لها فروعها في عشرات الدول وتبث بأكثر من ثلاثين لغة بما في ذلك اللغة العربية، والباعث الآخر هو كون الدكتور أيمن يعمل في الجناح الموازي التابع لهذا الصرح الإعلامي الكبير، وهو قناة روسيا اليوم.

أجرى الحوار الأستاذ عماد الطفيلي لبرنامج (الإنسان والثقافة) الذي يعنى بشكل رئيسي بمجمل شؤون الثقافة الروسية بعيون عربية، وكان بديهياً أن يشير معد ومقدم البرنامج لجمهور المستمعين أنه سيحاور هذا الشاعر والكاتب في جانب من جوانب إبداعه فقط، وهو ما له علاقة بما كتبه الشاعر بالروسية، أو كتب عنه أو ترجم من الروسية إلى العربية، وهو يحتل مساحة كبيرة من نتاجات الشاعر التي تزيد عموماً عن ثلاثين مؤلفاً في مجالات الشعر والمسرح والقصص والدراسات والترجمة. ووعد المستمعين بلقاءات قادمة لاستكمال الحديث عن نشاطات الشاعر وكتاباته وترجماته مما له علاقة مباشرة بالثقافة الروسية.

يمكن تقسيم هذا الحوار الشيق إلى ثلاثة محاور:

الأول حول جماهيرية الشاعر والقوى التي ناصبته العداء وسبب قدومه للاتحاد السوفييتي، وقد لخص الشاعر أهم حيثيات تلك المرحلة، وذكر أن توسع الجماهيرية فتح عيون القوى الظلامية بشكل رئيسي، ويشرح ببعض التفاصيل سبب ومجريات حادثة محاولة الاغتيال التي جرت له أمام الناس في أمسية له في مدرج جامعة دمشق.

ثم يتحدث عن حضوره إلى الاتحاد السوفييتي ومشاركاته منذ السنوات الأولى في نشاطات اتحاد الكتاب السوفييت، وتعرفه على عدد كبير من أهم وأكبر شعراء وأدباء الاتحاد السوفييتي كريما كازاكوفا وإيغر ليابن وأندريه ديمينتيف وجينكيز أيتماتوف ورسول حمزاتوف الذي نشأت بينه وبين أيمن أبو الشعر صداقة حقيقية ولقاءات عديدة ما فتح المجال للحديث في المحور الثاني عن هذا الجانب الهام، ولم يكن صدفة والحال كذلك أن يبدأ الحوار عن حمزاتوف بأغنية (دفي مزهري) من كلمات حمزاتوف التي ترجمها الشاعر أيمن أبو الشعر وأعدها لتغدو كليباً غنائياً أدّته ببراعة المطربة الموهوبة لانا هابراسو.

في هذا المحور يوضح الشاعر أيمن كيف التقى بحمزاتوف ووعده بأن يترجم أشعاره ويصدرها مع ما سيكتبه عنه وعن لقاءاته به وحواراته معه بكتاب خاص، وقد نفّذ وعده ولكن بعد سنوات عديدة، أعاقه في ذلك انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد ضم الكتاب حديثاً عن مسار حياة وشخصية حمزاتوف وإبداعه منذ البداية حتى وصوله إلى قمة المجد، ويتطرق إلى أمر بالغ الرهافة وهو أن حمزاتوف في الواقع لاقى عنتاً وتهميشاً وهجوماً في مرحلة التسعينيات، وخاصة اتهامه بأن شعره عادي لكن المترجمين هم الذين صنعوه، ويفند الشاعر الدكتور أيمن هذه الادعاءات بموضوعية مبيناً أن الهدف منها هو الهجوم على الاتحاد السوفييتي، ومن ثم ينتقل الحوار إلى محاولة معاكسة لتصوير حمزاتوف بأنه إسلاموي يكره السلطات السوفييتية لكنه كان يضمر ذلك لكيلا يخسر المكاسب والشهرة، ويفند أيضاً هذه المحاولات المغرضة التي يعتبرها مسيئة لحمزاتوف لأنها في الواقع تصوره كوصولي انتهازي.

أما المحور الثالث فهو قراءة نماذج من أشعار حمزاتوف التي ترجمها أيمن أبو الشعر وضمّنها كتابه عنه الذي أصدرته وزارة الثقافة السورية تحت عنوان (حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون)، ثم يلقي الشاعر أيمن أبو الشعر أبياتاً كتبها للذكرى المئوية لميلاد حمزاتوف وتختتم الحلقة بمقاطع من أغنية ثانية من قصائد حمزاتوف هي الأشهر عملياً بصوت المطربة لانا هابراسو ذات الصوت المميز كمسك الختام كما يقال.

ويمكن لمن يود الاستماع لهذا الحوار الشيق أن يتابعه عبر هذا الرابط:

العدد 1105 - 01/5/2024