الذكاء الصناعي.. عندنا

ريم سويقات:

بينما يسير العالم بشكل متسارع والآلة فيه تقتحم كل مجالات الحياة، إلى درجة أصبح فيها الإنسان يخاف من الذكاء الاصطناعي الذي رأى فيه البعض أنه يسعى لتبليد الإنسان بسبب ما أفرزته الآلة من تدخل حشري في أدق تفاصيل احتياجات الإنسان في سبيل توفير الراحة والرخاء، نلاحظ اليوم في الجانب الآخر وتحديداً في بلادنا أن العالم يسير بشكل متسارع لكن للوراء في بعض مناحي الحياة وتحديداً الخدمية منها.

عزيزي القارئ، إن ما يُلاحظ في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن السوري هو أشبه بالكوميديا السوداء، مثال بسيط حول ما نتحدث عنه، سلّطت صحيفة (تشرين) الضوء على ما فعله بعض أهالي اللاذقية بحفظ الماء في أواني فخارية للحفاظ على برودة الماء، بعد فقدان أملهم بتحسن واقع الكهرباء، إذ ينقطع التيار ٥ ساعات ونصف مقابل نصف ساعة وصل، ولتسهيل الاستخدام أضاف صانعو الأواني الفخارية صنابير للجرات الخاصة بحفظ الماء، وذلك يعد ذكاءً أيضاً، ولكن ليس اصطناعياً، وكما يقال الحاجة أم الاختراع، فقد وصل حال المواطن السوري اليوم في سبيل تأمين أبسط حاجاته إلى العودة  للطرق البدائية القديمة بالرغم من جمالية هذا التراث!!

أيها السادة، إن ما وصلت إليه البشرية اليوم من تطوير استخدامات الآلة هو نتيجة تضافر الجهود وتراكم الخبرات العلمية، الذي يستند إلى توفير نظام اقتصادي سليم، معافى لتوفير راحة الإنسان، ولكن ما يُلاحظ في بلادنا هو توفير كل المعوقات الممكنة في سبيل تحقيق مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن تحقيق هدف إنساني من شأنه الارتقاء بالإنسان وتوفير راحته، إذ يستمر وضع العصي في العجلات بسبب تخبط الحكومة الموقرة في بلادنا الحبيبة، الذي يجعل من مواطننا يبتكر الاختراعات بطريقة ذكاء طبيعي لا صناعي.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024