في عيد المرور.. نتذكّر المرور

ريم سويقات:

ربما كان جلّ ما تحتاجه مؤسسات الحكومية لتعمل بجد وتقدم خدماتها للمواطنين هو قدوم مناسبة ما، تذكّرها بهدف وجودها، وهذا ما لاحظه السوريون، مؤخراً، بعد أن قامت محافظتا دمشق واللاذقية بالعديد من المهام التي كانت مغيّبة من تجميل الطرقات وجعلها أكثر أماناً للمشاة والسائقين، وذلك احتفاءً بيوم المرور العالمي في الرابع من الشهر الجاري، ونال ذلك استحسان المارة وتفاؤلاً في نفوس البعض ممن بقي لديه أمل بتحسن واقع الخدمات في بلدنا الحبيب، عسى أن ينتقل ذلك النشاط إلى محافظات أخرى تحذو حذوها.

عزيزي القارئ، وفقاً لبيان نشرته وزارة الداخلية على صفحتها عبر موقع (فيسبوك)، أوضحت فيه المهام التي أدتها فروع المرور العديدة بالتعاون مع جهات رسمية احتفالاً بعيد المرور، وأهمية السلامة المرورية، وخطر تجنبها على الأفراد، جاء في البيان التالي:

(تشارك سورية العالم الاحتفال بيوم المرور العالمي في الرابع من أيار من كل عام، هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة في جنيف عام 1969، وتم تبنيه عربياً في عام 1972، وأسبوع المرور العربي عام 1981 الذي يمتد من 4 إلى 10 أيار، ليكون مناسبة لتذكير الناس بقوانين السير والتوعية والإرشاد المروري والثقافة المرورية، والتنبيه إلى أخطار سوء استخدام هذا المرفق وما أكثرها، وتكريم القائمين على هذا المرفق وفي مقدمتهم رجال الأمن والأمان.

فحوادث المرور هي أحد الأسباب العشرة الأولى للموت في العالم، حيث يخسر العالم سنوياً 1.3 مليون شخص أي بمعدل 26 شخصاً من كل مئة ألف إنسان، وكذلك أكثر من 50 مليون إصابة جسدية قد تنتهي إلى إعاقة دائمة وحوالي 1.8 تريليون دولار نتيجة الحوادث على الطرق.

وفي سورية التي يبلغ طول شبكة الطرق المركزية فيها 8800 كم، وشبكة الطرق المحلية 15000 كم، تحتل حوادث الطرق سبباً متقدّماً من أسباب الوفاة.

ففي عام 2022 بلغ عدد الحوادث المرورية الواقعة في الجمهورية العربية السورية 8938 حادثاً منها 5405 حادثاً نجمت عنه أضرار مادية، و3533 حادثاً تسبب بأضرار جسدية، ونتج عن الحوادث الجسدية إصابة 4249 شخصاً بجروح وأضرار مختلفة ما بين رضوض وكسور وتشوهات وعاهات دائمة، ووفاة 408 شخصاً.

إن من أهم الإجراءات التي تقوم بها وزارة الداخلية – إدارة المرور خلال هذا اليوم هي:

– قيام دوريات المرور بالعمل على التوجيه والإرشاد بالمكبرات دون تنظيم المخالفات لمدة ثلاثة أيام عدا المخالفات التي تشكل خطراً على السلامة العامة.

– توزيع البطاقات التوجيهية بدلاً للمخالفات تعطى للسائق بالذات.

– تجهيز العديد من الكراسات والكتيبات والنشرات التوجيهية والتوعوية التي توزّع على مستخدمي الطريق وعلى المنافذ الحدودية المؤدية إلى القطر تتضمن إبراز المعاني الهامة والهادفة ليوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي، وأهمية الالتزام الطوعي بقواعد وآداب المرور بهدف تخفيض الحوادث المرورية وما ينجم عنها من إصابات جسدية وخسائر مادية كبيرة.

– إعداد وتنفيذ لوحات إعلانية إرشادية توجيهية بالعدد الكافي، وتُعلَن عن طريق وسائل الإعلان المتاحة في المدن.

– القيام بصيانة الإشارات الضوئية في جميع المحافظات، واستكمال نصب الشاخصات المرورية بمختلف أنواعها في الشوارع والساحات والمفارق والتقاطعات، وتخطيط الشوارع وممرات المشاة ورؤوس الجزر والمنعطفات الخطرة بالتعاون مع مديريات هندسة المرور بالمحافظات والجهات المعنية.

– التنسيق مع وزارة الإعلام لعرض حلقات من الأفلام المتوفرة حول التوعية المرورية خلال الفترة من 1/5/2023 ولغاية 10/5/2023، وتكليف المؤسسة العربية للإعلان بالتنسيق مع الشركات الاعلانية كافة لتخصيص لوحات العرض التابعة لها لعرض مصورات توعية وإرشادات مرورية لمدة أسبوع).

أيها السادة، بالرغم من أهمية وجمال ما فعلته إدارة المرور في محافظتي دمشق واللاذقية، إلا أن هذا النشاط يجب ألا ينحصر فقط في المناسبات أو عند وقوع كارثة ما للبدء بالصيانة الترقيعية كما يحدث كل شتاء من كل عام عند حدوث فيصانات من (ريكارات)  الشوارع، نتيجة ضعف التنظيم، وما يسببه من عرقلة السير والأضرار المادية، والأمثلة كثيرة في ذاكرة السوريين، إن متابعة ما تحتاجه شوارع بلادنا الحبيبة من تجميل وتحسين لضمان السلامة العامة أمر في غاية الأهمية، بمناسبةٍ أو دون مناسبة، لعل نشاط إدارة المرور ينتقل إلى المديريات والمؤسسات الحكومية الأخرى في بقية المحافظات.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1120 - 21/8/2024