عليكم بعلاج الخوف والاضطرابّ

ريم سويقات:

بعد مرور شهر على وقوع زلزال ٦ شباط ٢٠٢٣ الكارثي الذي دمّر عدداً من المناطق في بعض المحافظات السورية، ما زال أغلب المتضررين وخاصة الأطفال غارقين في آلامهم النفسية، بعد أن مرّ على الصدمة ما يساوي عمر وقوع الزلزال حتى اليوم، وبالرغم من المساعدات الإنسانية المقدمة التي شملت مساعدات عينية ومادية، إلّا أنّ حجم الخسارة فاق قبول التعزية لدى البعض، وخاصة من فقدوا ذويهم، ربما ما يجب التركيز عليه الآن إلى جانب تأمين الحاجات الأساسية هو الدعم النفسي.

عزيزي القارئ، عند وقوع كارثة إنسانية في مكان ما، تقتضي الضرورة، العناية بالحاجات الأساسية في المقدمة (كالغذاء، اللباس، السكن…) ومن ثمّ الالتفات إلى العناية بالجانب النفسي للأطفال وكذلك الكبار، لأن الصدمات النفسية تخلق عللاً جسدية، وكذلك تؤثّر في شخصية الطفل التي تؤثّر في بناء المجتمع إن أُهملت ولم تعالج. ولكن في مجتمعنا قلّما يتم الاعتماد على العلاج النفسي بطرقه العديدة، نظراً لتشكّل بعض الأفكار السلبية حوله، مما أثّر على وجود نقص في الكوادر المتخصصة في الوطن، وبالتالي ضعف الاعتماد عليه عند وقوع الأزمات، ما عدا بعض المبادرات الفردية او بعض ما تقوم به المنظمات، مثلما قامت به منظمة الهلال الأحمر بعد وقوع الزلزال في مراكز الإيواء بتقديم بعض التمثيليات والأغاني للأطفال للتخفيف من آلامهم.

أما عن الجهات الرسمية، فغالباً ما تتسم مبادراتها بأنها خجولة مقارنة بما يجب القيام به، إذ تقوم بمبادرات محدودة، كما انها لا تعمل على توسيع النطاق، فقد شهدنا في الأيام الماضية عروضاً مسرحية في محافظة حماه، فقد قدّمت مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع مديرية الثقافة والمسرح القومي عرضين مسرحيين في مراكز الإيواء بمعهد الصم والبكم ومركز الأنشطة الشبابية ومدرسة عمر يحيى فرجي. هدفها تدعيم الصحة النفسية للأطفال، بينما لم نشهد ذلك في بقية المحافظات المتضررة.

أيها السادة، كشفت لنا تلك الكارثة عن نقص في الكوادر الطبيّة المتخصصة في الجانب النفسي، وكذلك ضعف نشاط الفعاليات الثقافية التي تهتم بالطفل وصحته، لقد آن الأوان لتنضج فكرة أهمية العلاج النفسي بما يلبي حاجة المتضررين اليوم، بتركيز الجهود على بثّ الطمأنينة في النفوس ومعالجة خوف الأطفال وذويهم، برسم البسمة على الشفاه، ومداواة جراح القلب.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024