الليل يجمع بين شفاعة السماء والحكومة

السويداء-معين حمد العماطوري:

يبدو أن الشفاعة التي ترسلها السماء تتعانق مع أهل الأرض بنقاط مشتركة منها:

أن السماء تنظر بعين العطف والرحمة، وتطبّق المقولة الإلهية: (رحمتي سبقت غضبي) وبالتالي ترسل الكوارث في غفلة من الزمن ودون حساب لأي شيء يقيناً منها أنها الأقدر ولا رادّ لقضائها بشيء سوى الإرادة الكلية الإلهية.

بينما في الأرض يحتاج وزراء سورية إلى العطف والشفقة عليهم وعلى قراراتهم غير المدروسة، الموقعة بحبر الليل الأسود.

فهم وإن بان عليهم الترف والبذخ بمظاهر الفساد والسرقة والكذب والنفاق والعمل ضد الشعب وممارسة الأعمال التي تنفي عنهم صفة الرحمة، إلا أنهم حقيقةً هم بحاجة للشفاعة والعطف على ما يعملون لأجله.

إذ بات يقيناً أن الحكومة تعيش في انفصام واضح، وهي لا تدري كيف تستطيع العيش في حال تم تغييرها في ظل ما أصدرته من قرارات، فلو أيقنت ذلك وعلمت أنها من الشعب وستعود إليه ولو بعد حين سيكون تفكيرها مختلفاً. لهذا فإن السماء بشفاعتها باتت أقسى من الحكومة، بالمقارنة بين غضب السماء وتوريط الحكومة ومدى التقارب بينهما، نجد أن السماء لا تعطي مهلة زمنية لأي عمل طبيعي تريده إن كان زلزالاً أو بركاناً أو رعوداً أو تبدلاً مناخي، وكذلك الحكومة فهي لا تحتاج للزمن كي تعطي مهلة للتفكير لأن اللحظة التي تصدر فيها القرارات هي لحظة اللاوعي الإنساني والأخلاقي، فللمرة الثانية خلال العام الجاري وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ترفع سعر ليتر بنزين أوكتان95 من 5750 ليرة إلى 6600 ليرة، علماً أنه سبق للوزارة أن رفعت سعر البنزبن أوكتان 95 مطلع العام الجاري من 5300 ليرة إلى 5750 ليرة، دون حساب أو وجل.

لعل الشارع يسأل هل عمل الحكومة زيادة ما خربته السماء، أم يجب أن يكون فعلها الترميم؟

قيل مصائب قوم عند قوم فوائد، فما الفائدة التي ترجوها الحكومة من ممارستها للضغوطات على المجتمع برفع الأسعار وعدم قدرتها على السيطرة على السوق أو وضع سياسات نقدية أو سعرية؟

العدد 1105 - 01/5/2024