أطفالنا الرضّع.. جائعون!

ريم سويقات:

منذ نهاية شهر تشرين الأول من عام 2022، حتى تاريخ هذا اليوم من العام الجديد، عانى الأطفال السوريون وما زالوا يعانون من نقص أصناف الحليب في الصيدليات والمستودعات، ثم انقطاعها، وازدادت المناشدات واستغاثات الأهالي بضرورة توفر المادة بأي طريقة كانت حتى لو لم تكن قانونية، كي ينقذوا أطفالهم من الموت جوعاً، ومهما بلغ سعرها.

أما عن سبب انقطاعها فقد أكدت نقابتا الصيادلة في كلٍّ من محافظة حماة والسويداء، أن فقدان المادة يعود إلى عدم ثبات أسعار الصرف، كما أن الأسعار لا تناسب المستوردين مما أدّى إلى انقطاعها.

فجاء ردّ وزارة الصحة لمعالجة تلك المشكلة كحل سريع أن ترفع سعر المادة مستغلّين الحاجة الملحّة إلى إعادة توفيرها في الصيدليات، إذ لا يوجد بديل غذائي آخر، فأصبحت الأسعار الجديدة وفق التالي: بلغ سعر حليب الأطفال ماركة (نسلة) تباع العلبة بوزن 400 غرام من نوع (نان 1- 2) للمستهلك بسعر 18 ألفاً و800 ليرة سورية، وللصيدلاني بـ 17 ألف ليرة.

بينما بلغ سعر الحليب من نوع (كيكوز 1- 2) بالوزن نفسه: 15 ألفاً و300 ليرة للمستهلك، و13 ألفاً و909 ليرات للصيدلاني.

عزيزي القارئ، نتج عن انقطاع المادة، تعرّض بعض الأطفال لحالات من سوء التغذية الثانوي، كما حدث في قسم الأطفال في مشفى السويداء، بسبب استعاضة الأمهات عن حليب الأطفال بالحليب الطازج الذي لا يناسب أمعاء الطفل لاحتوائه على مواد كاملة الدسم إذ لا يوجد بديل آخر، فبعد انقطاع حليب شركة (نسلة) المعروفة بحليب (نان)، تبعه فقدان الأنواع الوطنية الأخرى، في وقت يحتاج فيه الطفل إلى عبوتين من الحليب أسبوعياً.

ماذا تفعل الأم التي لا تستطيع إشباع طفلها من الحليب بعد أن انقطع الحليب الصناعي من الصيدليات، وبعد أن لجأت البعض منهنَّ إلى الطرق القديمة بالبحث عن أم مرضعة ولم تجد؟ هل يعقل ان تشاهد فلذة كبدها يبكي من الجوع ويعاني سوء التغذية؟

أيها السادة، إذا كان الشاب والكبير في السن، يستطيع ابتلاع مفهوم الصمود والتحلي بالصبر، فالطفل لا يستطيع ابتلاعه، إذ لا يوجد بديل آخر عن غذائه الوحيد المفقود، فهو يحتوي أيضاً على مواد كاملة الدسم ربما.

إن دموع الطفل ومعدته الفارغة لا يمكنها أن تصوم عن غذائها وتشبع واهمةً (مبادئ ومحفزات)، فهو لا يمكنه فهم الحرب الكونية والعقوبات الاقتصادية التي أصبحت شمّاعة تعلّق عليها كل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها بلدنا الحبيب، ولا يستطيع أن يصبّر نفسه بحب وطنه.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024