كيف يصمد المواطن السوري شهراً آخر؟

ريم سويقات:

بعد قرارات الرفع المستمرة لأسعار مواد استهلاكية متعددة خلال الأشهر القليلة الماضية أكثر من مرة، شملت رفع أسعار المشتقات النفطية، وما تلاها من غلاء المواد الغذائية، إضافة إلى رفع أجرة المواصلات العامة والخاصة بنسبة ١٠٠%، وأمام عجز المواطن عن تحمل الوقوف أمام كل هذا، صدر مرسوم من السيد الرئيس بشار الأسد بصرف منحة مالية بقيمة ١٠٠ ألف ل.س للعاملين والمتقاعدين في الدولة لمرة واحدة فقط.

ورغم أهمية هذه المنحة إلّا أن المواطنين يتساءلون: هذه الزيادة لا تكفي لشراء ٣ كيلو لحمة، فماذا تشتري ١٠٠ ألف ليرة في هذه الأيام؟ ماذا عن غير الموظفين، كالفلاحين مثلاً؟ خاصة أن الحكومة رفعت يدها عن دعم الفلاح بعد رفعها سعر السماد مؤخراً، إلى متى سيبقون في مظلة النسيان؟

إذا استطاع المواطن السوري أن يصمد هذا الشهر بمنحة الـ ١٠٠ ألف ل.س، كيف سيصمد الشهر التالي؟ لقد ازدادت نسبة الفقر إلى أكثر من ٨٥ %، لماذا لا يتم العمل على رفع الأجور، بدلاً من تثبيتها ورفع أسعار كل ما يحتاجه المواطن، الذي انعدمت قدرته الشرائية في بعض الأحيان على شراء قطعة شوكولا لأطفاله.

أصبح المواطن السوري يتوقع هذه الزيادة بعد كل جنون جديد ومتفاقم للأسعار، ولكن الذي اختلف اليوم، هو كيفية قبولها والرضا عنها، فالمواطن اليوم غير راض وابتسامته المعهودة أمام زيادة في الراتب، تحولت إلى تجهم وغضب، لعلمه أنها لا تكفي ما يسد رمق الأطفال قبل الكبار.

أيها السادة، إن الضحية الوحيدة أمام هذا الغلاء الفاحش الناتج عن فشل الحكومة في إدارة اقتصادات البلد، هو المواطن السوري الذي تطالبونه بالصمود، لقد اعتل جسده وهو يقوم بعدة أعمال في اليوم ليستطيع تأمين الشراب والطعام فقط، وخلا جيبه أمام قرارات الرفع المتتالية، بل أمام ذهاب بعض من في مراكز القرار لتشجيع التجار وفتح الأبواب أمام السوق الحر، بدلاً من توفير السلع الأساسية وتحفيز قطاعات الإنتاج الوطنية ودعمها لتخفيف فاتورة الاستيراد، وبالتالي تقل نفقات المواطن.

اعملوا على رفع الأجور بشكل دائم، لا مرة واحدة فقط.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024