بقيَّةُ أملٍ.. تغذِّي شعلةَ الحياةِ فينا

إيناس ونوس:

صباحُ الخيرِ

على خيرٍ لم يعدْ لنا

……

صباحُ الخيرِ

على أطفالٍ وهبناهم للحياةِ

فوهبتهم للتِّيهِ.. والعدمْ

وأماكنَ تمنحهم الدِّفءَ والأمان.. إنَّما..

دونَ رائحةْ

……

صباحُ الخيرِ

على عاشقينِ

ذنبُهما.. أنَّهما..

اقترفا يوماً

حبَّاً دون مستقبلْ

……

صباحُ الخيرِ

على امرأةٍ

استوقفتها المرآةُ فجأةً

فتذكَّرت.. أنَّها..

قد أُجبرت على نسيانِ أنوثتها

وأخرى..

آثرت أن تُمسي

بائعةَ هوىً

مقابلَ رغيف

……

صباحُ الخيرِ

على رجلٍ

وُئِدت رجولتُه

فتحوَّل بين ليلةٍ وضُحاها

إلى..

صورةٍ على جدارْ

أو إلى..

مجرَّدَ رقمٍ من أرقام ذكورةٍ طاغيةْ

……

صباحُ الخيرِ

على وطنٍ

يدمي قلوبنا مع كلِّ تنهيدةٍ

يسحق أحلامنا كلَّ ليلةٍ

يغتال فينا شهوتنا للحياةِ

ويخمدُ جذوةَ الفرح

…….

صباحُ الخيرِ

على وطنٍ

لا يشعرُ أبناءُه فيه

إلَّا..

بالاغترابِ.. والغربةْ

ولا يطمحونَ

إلَّا..

إلى صباحٍ

يوقظهم ممَّا يظنُّونهُ كابوساً

…..

في كلِّ عامٍ، في التَّوقيت ذاتِهِ، نمنِّي النَّفس بالأمنيات بأن يكون القادمُ أفضل، غير أنَّنا هذا العام تحديداً، قد تركنا الأمنياتِ لمن يحقُّ لهم أن يتمنُّوا، ويحلموا، ويعيشوا.

فقط، تبقّى لدينا بعضٌ من أملٍ، بأن يزول عن كاهلنا كلُّ البؤسِ والشَّقاءِ الذي رمت حملَهُ البشريةُ جمعاء في أرواحنا، فهل يحقُّ لنا التَّمسُّكَ ببعضٍ من أملْ!؟

العدد 1104 - 24/4/2024