هل ترى الحكومة ما يحدث في شوارع المدن السورية حقاً؟!

ريم سويقات:

كَثُرت في الفترة الأخيرة، اصدار القرارات المتعلقة برفع أسعار مادتي البنزين والمازوت (إضافة إلى أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى) وأيضاً تخفيض الكميات المخصصة من المادتين للسيارات العامة (في محافظة اللاذقية مثلاً خُفضت المخصصات بنسبة ٥٠%)، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة سير خانقة، وغلاء معيشياً يستحيل معه أن يتحمل المواطن تكاليف الركوب في سيارات الأجرة، حتى لا تكويه بنار أسعارها.

وتشهد الشوارع في المدن السورية ازدحاماً مضاعفاً منذ مطلع الشهر الجاري حتى اليوم، إذ تفتقر إلى سيارات النقل العامة لنقل المواطنين المنتظرين ساعات طوال إلى منازلهم وأماكن عملهم، بسبب نقص المحروقات. وأمام هذا الحال أصدرت الحكومة كحل إسعافي سريع قراراً بتعطيل دوائر الدولة والمدارس والجامعات أيام الآحاد، لتخفيف صعوبة وصول العاملين إلى أماكن عملهم وكذلك الطلاب، ريثما يتم تأمين التوريدات النفطية التي يعزى إلى تأخرها السبب في النقص الحاصل، إضافة إلى الحصار والعقوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

تلك العطل لم تحل المشكلة، وماذا عن أيام الأسبوع الأخرى؟ كيف سيتمكن المواطن من الوصول إلى عمله؟

من جانب آخر يتساءل المواطنون: كيف تتّسق المطالبة بالصمود وتحمّل الأوضاع، مع قرارات الرفع المتكررة لأسعار كل المواد الاستهلاكية إلّا رفع الرواتب؟ كيف سيستمر الصمود، أمام تخفيض السلع الاستهلاكية وزيادة في تقنين الكهرباء، ثم المطالبة بترشيد الاستهلاك؟ هل سيرشد المواطن نصف ساعة الكهرباء التي لا تكفي لشحن الهاتف النقال؟!

كيف لا ينتاب المواطن الجنون بعد سماع التصريحات الحكومية وتنفيذ قراراتها التي تعتبر بمثابة حلول، وهي في الحقيقة غالباً ما تكون مشكلة أخرى ستواجه المواطن؟

أيها السادة، ماذا عن التوريدات النفطية التي وصلت من إيران إلى بانياس؟ ماذا عن مراقبة عمل المسؤولين في وزارة النقل، ومديرياتها في المحافظات؟

إن شكاوى المواطنين ليست جديدة بل هي قديمة ومتكررة، لكن بعض الآذان لا تريد الإصغاء، فعلى ماذا يراهنون؟

انظروا إلى أيّ حال وصل مواطنكم الذي تعهدتم بتأمين متطلباته وخدمته بإخلاص!

دام عزّكم، ما رأيكم؟

العدد 1107 - 22/5/2024