عروض سخية.. وتغطية شبه معدومة

ريم سويقات:

في ظلّ واقع معيشي، أصبحت فيه وسائل الترفيه تُعدّ على أصابع اليد الواحدة، ظنّ المواطن السوري أنه وجد ضالته في استخدام شبكة الإنترنت وما أتاحته من تطبيقات عديدة سمحت للناس بالحصول على التسلية والتعرف على الأصدقاء، وخاصة بعد أن قدّمت شركتا الاتصالات السورية (سيرياتيل، وأم. تي. أن.) العديد من العروض بنصف التكلفة، لتتيح للمواطن فرصة الحصول على توفير أكبر وتسلية وترفيه أكثر، ولكن لأن المواطن السوري اعتاد أن يفرح بشروط، كان العائق أمام فرحة تلك العروض هو ضعف التغطية.

إذ زادت في الآونة الأخيرة العروض التي تقدمها الشركتان والتي تتيح باقات كبيرة من الدقائق والرسائل والميغات، بسعر شبه مجاني أو بنصف التكلفة الحقيقية، خاصة بعد أن رفعت الشركتان رسوم الاتصالات.

ويحصل المواطن على باقات كبيرة شبه مجانية في حالة شراء خط جديد أكثر من حصوله على عروض في حال بقائه على خطه القديم، وشهد ذلك إقبالاً كبيراً من المواطنين لتفعيل العروض التي يستلمها المواطن كرسالة نصيّة تحفزه على تجريبها دون الانتظار طويلاً، لأن العرض لفترة محدودة في الغالب، وتحت هذا الإغراء الكبير يقدم المواطن على تفعيلها ناسياً أن منطقته ربما لا توجد فيها التغطية الكافية لفتح المتصفحات وتحميل الموسيقا وإجراء اتصالات هاتفية طويلة مستفيداً من الدقائق المجانية.. إن المناطق التي تكاد تنعدم فيها التغطية أكثر من المناطق التي تنعم بالتغطية القوية، فمناطق مثل مساكن برزة وجوبر والقابون إضافة إلى ريف دمشق، وكذلك الأمر في بقية المحافظات، لا تشملها التغطية.. ليتمكن المواطن من التواصل مع الآخرين أو استخدام الإنترنت.

أيها السادة، إن الخاسر الوحيد من تلك الخطوة_ التي تصنفها الشركتان بأنها (إيجابية)، لأنها توفر المال وتسعد المواطن بقضاء وقت أكبر على تطبيقات معينة تسهم في إسعاده_ هو المواطن السوري الذي يسكن في مناطق بعيدة عن أبراج التغطية، إذا أرادت الشركتان أن تكسبا المزيد من الأرباح، فإن عليهما تركيب أبراج تقوية جديدة للاتصالات تسهم في تحسين الشبكة والاتصال بالإنترنت، وكذلك تحسّن الاتصالات الهاتفية.

فهل يزحف المواطن إلى وسط المدينة حتى ينعم بالتغطية؟

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024