مؤتمر اليسار الأوربي السادس في أثينا_ اليونان 

براغ – التشيك: نزار طرابلسي:

انعقد في أثينا_ اليونان المؤتمر السادس لليسار الأوربي، من 21 – 23/10/2022 تحت (شعار السلام والعدالة الاجتماعية). وقد مثّل الحزب الشيوعي التشيكي والمورافي في أعمال المؤتمر الرفيق نزار طرابلسي، وبعد أن افتتح رئيس لقاء اليسار الأوربي المؤتمر، جرى تشكيل أربع مجموعات عمل من الوفود المشاركين في أعمال المؤتمر وهي:

لجنة الحرب والسلام، لجنة التأمين الاجتماعي، لجنة أزمة الطاقة في أوربا والمتطلبات المفروضة على اليسار الأوربي للعمل على حل هذه المشكلة الاقتصادية الضخمة التي أتت بالعبء والتضخم في دول أوربا خاصة، واللجنة الرابعة للاهتمام بمشاكل السكن وحل أزماتها.

دار النقاش ووضعت الدراسات والحلول لحل هذه الأزمات المرتبطة فيما بينها، وبالأخص أزمة الطاقة والغاز، ووضع الحلول الصحيحة واتخاذ القرارات المناسبة لتأمين الغاز والوقود بأسعار مناسبة، والعمل على وقف التضخم وغلاء الأسعار الفاحش.

وفي اليوم الثاني بدأ النقاش حول الحرب والسلم، وكانت غالبية المداخلات حول الوضع في أوكرانيا والتعاطف الأوربي لبعض الوفود مع الحكومة الأوكرانية.

وكانت لي مداخلة باسم الحزب الشيوعي التشيكي بهذا الموضوع حول الحرب وخاصة في أوكرانيا، وأسبابها، وطرق علاجها وإحلال السلام ووقف هذه الحرب. وهذه مقتطفات من هذه المداخلة:

أتوجه إلى الدول الأوربية للخروج أخيراً من تحت العباءة الأمريكية المدمرة لشعوب أوربا. وأطلب منكم قياس الأمور بمقياس واحد في كل مناطق النزاع والحروب. نعم، إن هذا النزاع الأوكراني الروسي وما حصل مؤخراً في أوكرانيا له أسبابه وردود الفعل الناتجة عنه. لو استعرضنا ما حصل في أوكرانيا منذ الانقلاب على الشرعية عام 2014 لتوصلنا إلى نتائج ما حصل ويحصل اليوم.

ولكن أتساءل أين كانت أوربا الصامتة عندما اعتدت الولايات المتحدة على كلٍّ من يوغسلافيا، أفغانستان، العراق، ليبيا، سورية؟! وأين هي مما يحدث من اعتداءات اسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني؟!

كلنا نذكر اعتداء الناتو وأمريكا ضد البلد الأوربي يوغسلافيا، وكيف كانت تنطلق الصواريخ من القواعد الأمريكية الموجودة على الأراضي الأوربية. وكان من نتائجه تدمير يوغسلافيا وتقسيمها إلى عدة جمهوريات، وإنشاء مراكز جديدة للناتو مثل كوسوفو التي لم تعترف بها أكثرية الدول حتى اليوم.

ماذا فعلت أوربا عندما انهالت صواريخ أمريكا والناتو على ليبيا وجرت الإطاحة بنظام القذافي الذي يعتبر أفضل من الوضع الحالي ووجود الإرهاب والمجموعات المسلحة والفوضى والجوع والبطالة والهجرة إلى أوربا.

إضافة إلى العدوان الأمريكي السافر على العراق تحت مسميات وأكاذيب ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل. وقد تبين لاحقاً بطلان هذه الادعاءات وأنها كذب. وكان من نتائج هذا العدوان تدمير العراق وسرقة خيراته وقتل وتشريد الملايين من الشعب العراقي وتجويعه.

أما في أفغانستان وبعد ما يسمى المساعدات الأمريكية لإحلال الديمقراطية الأمريكية باحتلال أفغانستان على مدى 20 عاماً، وخلق منظمات إرهابية لتدمير البلد وخلق البطالة والجوع والتشريد والهجرة المنظمة إضافة إلى فوضى خلاقة مفتعلة. والهروب منها وتركها للفوضى والإرهاب.

أما في سورية ووجود المحتل الأمريكي في الشمال السوري بشكل غير شرعي، ودون طلب أو دعوة من السلطات والحكومة السورية، تحت مظلة مزيفة: قتال الإرهابيين؟؟ وهو بالفعل محتل ويسرق الموارد السورية من نفط، وغاز، وقمح، وقطن، ويشيع الأكاذيب والفوضى والبطالة والجوع والتفكير بالهجرة.

وفي النهاية إسرائيل بعدوانها اليومي على الشعب الفلسطيني وقتل العشرات يومياً من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير المنازل والبنية التحتية وتلويث مياه الشرب، وعدم توفر المتطلبات الاساسية للعيش. وجرى تهجير الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، وهم يعيشون في الخيام والمعسكرات بظروف معيشية صعبة وتحت خط الفقر، والعالم يتفرج. أين القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنشاء دولته المستقلة.

ماهي فعالية هذه القرارات الدولية؟!

والشرح يطول ويطول ويمكن الاستمرار والسؤال عن الحرب في اليمن وأماكن التوتر والنزاع في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والجوع والفقر والظروف الصعبة التي يعانونها.

بعد هذا السرد المتواضع والظروف المؤلمة التي يعيشها الملايين في هذا العالم، أتوجه إلى اليسار الأوربي بتكثيف المطالبة والضغط على الحكومات الأوربية للنظر بعين واحدة، وبمقياس واحد لكل مناطق النزاع بالعالم، والعمل الدؤوب لوقف الحروب وتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية، والتوقف عن صب البنزين على الحريق، بل العمل على إطفائه.

وصدّقوني إن سلاماً منتقصاً أفضل من حرب ذهبية!

وشكراً.

 

العدد 1105 - 01/5/2024