شيوعيو الجزيرة يحتفلون..

مراسل (النور):

احتفل شيوعيو الجزيرة السورية بمناسبات عديدة ذات مدلولات عميقة وأثر كبيرة على حياة وتطور بلادنا:

– الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري (1924-2024).

– ذكرى الجلاء، عيد أعياد الوطن.

– الأول من أيار، عيد العمال العالمي.

بدعوة من اللجنة المنطقية لحزبنا الشيوعي السوري الموحد، شارك المئات من الشيوعيين، في إحياء هذه المناسبات العزيزة على قلوبهم، في أحضان الطبيعة.

 

بدء الاحتفال

كلمة ترحيبية من الرفيق عريف الحفل، مرحباً بالحضور، ثم دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح شهداء الحزب والوطن، على أنغام النشيدين: الوطني والأممي.

ثم ألقى الرفيق عريف الحفل الشاعر أحمد فوزي القصيدة التالية:

عيناكِ

عيناك الخضراوان..

لا أبدلهم.. ولا ألوّنهم..

ولا أكحلهم

حتى لو جمعوا كلّ الأنجم..

وفرشوها في زقة البحار

اثنان وخمسون نجمة

أركعهم جميعاً..

أمام الحذاء الأسود..

تحت ألوانك..

وأنت ترفرفين..

لا تركعين!

ثم قدّم كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، ألقاها الرفيق طارق أحمد الحسينو:

 

الأصدقاء والحضور الكريم..

الرفيقات والرفاق..

يشرّفني باسم اتحاد الشباب الديمقراطي السوري أن أتوجه إليكم بأطيب تحية مباركاً فرحكم في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري:

– مئة عام، صوتاً للأمانة، علّمتم التاريخ كيف تحمل المبادئ والثوابت الوطنية وكيف يكون النضال.

– سطّرتم منهاجاً خفاقاً في كل ساحة سياسية بحكمة ونظرة ثاقبة ورفاق مخضرمين.. مئة عام.

– مئة عام: صمود وتضحية، أن قوة الإرادة ثبتت بصدق من أجل الفقراء والمضطهدين عمالاً وفلاحين من أجل تحرير الشعوب والسلام والأمن والعدالة والاشتراكية.

* استشهد الرفيق فرج الله الحلو تحت التعذيب.

* استشهد الرفيق سعيد الدروبي.

* استشهد الرفيق حسين عاقو.

* وتركوا العهد في قلوب الشيوعيين وعقولهم، لنكون الحزب الشيوعي السوري الموحد.

سلاماً على الأرواح الطاهرة شهداء الحزب والوطن.

 

أيها الرفاق!

إن المثول أمام تاريخ الحزب منذ البدايات ومنذ أن هتف الرفاق المؤسسون الأوائل، فؤاد الشمالي ويوسف يزبك، وهيكازون بيوجيان، وآرتين مادويان، وناصر حدّة، هتاف الاتحاد والتقدم المجيد.

هو المثول أمام كفاح ريادي تستعرضه الأحداث في سورية، لطالما تفرد الحزب الشيوعي السوري الموحد بمواقفه الصلبة ضد كل السياسات النيوليبرالية، محارباً السياسات الاستنزافية والخصخصة، داعياً إلى النهوض بالواقع الاقتصادي والصناعي والخدمي للدولة، ذلك أن لحزبنا الرؤية المثالية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لما يطمح إليه الشعب في سورية، متبنّياً قضايا المظلومين والمضطهدين والفقراء، مسانداً المثقفين وأصحاب الرأي الأحرار منهم والمعتقلين مع الشرفاء والوطنيين.

انفتاح على كل القوى السياسية الأخرى.

ومقارعة كل القوانين التي تحد من الديمقراطية، والدعوة إلى وقف تسلّط الأجهزة الأمنية على حقوق المواطنين الدستورية.

في تحديات المرحلة الراهنة: تلاحم الحزب في وجه جميع أشكال الاحتلال الصهيوأمريكي ومؤامراته وتحالفاته، والتعاضد مع الشعب والجيش والقوى السياسية الوطنية، من أجل الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها.

ونضالياً: نجد الحزب ساعياً لتوافق جميع أطياف الشعب السوري السياسية والاجتماعية والإثنية، في حوار وطني، للوصول إلى حل مشترك للأزمة.

 

أيها الرفاق!

إن أجمل ما يلون احتفالنا في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري الموحد، ويعبر عن المعنى الحقيقي والإيمان بالعهد والإخلاص للمبادئ، هو ما ارتسم من وقار الرفاق المخضرمين الكبار في تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي، وماهيته الثقافية والسياسية لتكون الشمس في مستقبل الحزب والوطن.

وإذا كنا ندرك ماذا يعني الشباب للأوطان، ويرى من يرى أن معاناة الشباب في سورية أصبحت تمثل خطراً وطنياً يفوق خطر الاحتلال والتجزئة.. وما يزال مصب الرغبات الحكومية يباعد بين الشباب والوطن.. يباعد بين المعلمين من الشباب وتلاميذهم.. يباعد الشباب عن دوائر الدولة ومؤسساتها.. وتجريدهم من حقوقهم المدنية والدستورية، وجعلهم في خانة الاتهام، فلا تجد شاباً إلا وهو حائر بين رغبة حكومية غير مكترثة لأحوال الشباب وأطفالهم، واستبسالهم في محاربة تداعيات الأزمة من فقر وبطالة وشح طال كسرة الخبز، مستضعفين من تلبية الرغبات الحكومية المجردة من المساعدة، أو أن يرحل لوجه آخر.

والذي لم يعد يخشى معاناة الهجرة والغرق في البحار ومخالب الوحوش في الغابة، لاقى الشهادة في الدفاع عن الوطن.

وكأن رغبات حكومية لم تسأل نفسها بعد هل هي محقة في الضغط على الشباب ودفعهم إلى الهجرة وحرمان الوطن من عطائهم؟

أم أنها قررت إطفاء النور في عيون الشباب؟

 

أيها الرفاق..

إن الوقوف على معاناة الشباب هو الوقوف على الركيزة الأساسية في استمرارية العمل على طموحات وتطلعات الشعب السوري في وطن حر وشعب سعيد.

– شعب حمل وسام الجلاء العظيم في السابع عشر من نيسان 1946، واقتبست الكرامة من تلاحمهم وتضحياتهم معانيها، ويفخر الشموخ من كفاح الأحرار ورموز ثورتهم في طرد الاستعمار الفرنسي، وارتفع العلم في سماء سورية معلناً استقلالها وسيادتها ووحدة شعبها.

هنيئاً للتاريخ ما يجده في شعبنا السوري الأبي من عزة وكرامة وأمجاد صلبة، ليهديها إلى عمال العالم في الأول من أيار، عيد العمال العالمي، والذي يجسد التضامن الأمم لشغيلة العالم وكادحيه، ويعبر عن وحدة نضالهم الاجتماعي والوطني والإنساني.

عاشت الذكرى الـ78 للجلاء العظيم!

عاش الأول من أيار، عيد العمال العالمي!

عاشت الذكرى المئة لتأسيس الحزب الشيوعي السوري!

 

ثم كلمة المرأة ألقتها الرفيقة د. رنا بهلوي:

كلنا يعلم أن يوم الثامن من آذار هو يوم المرأة العالمي الذي أعلن عنه في مؤتمر النساء الاشتراكيات في كوبنهاغن عن عام 1910 هو يوم عالمي للمطالبة بحقوق المرأة والمساواة مع الرجل في الحقوق الاجتماعية والسياسية والقانونية، وإلغاء كل أشكال التمييز ضدها.

يقول لينين: (يحق علينا أن نبني حركة أممية قوية للنساء مبنية على أسس نظرة واضحة).

ومن هذا المنطلق ومع تصاعد نضال النساء لدعم وإنهاض حقوقهن على الصعيد الوطني والعربي والعالمي، فقد وقف الحزب مع النساء في نضالهن، فكان تأسيس رابطة النساء السوريات لدعم ومؤازرة المرأة في نضالها من أجل نيل حقوقها المشروعة، وقد ساعد ذلك المرأة في تحقيق العديد من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جعلتها في مكانة متقدمة بالنسبة إلى النساء في العديد من الدول العربية المجاورة.

وقد أعطى الحزب الشيوعي السوري منذ تأسيسه اهتماماً كثيراً بقضايا المرأة، والعمل بين جماهير النساء والدفاع عن حقوقهن، وسعى لتوفير الشروط الموضوعية لمشاركتهن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد عبر الحزب عن موقفه في وثائقه، فقد دعا إلى المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات (حق التعلم والعمل والمشاركة في الأحزاب السياسية)، كما طالب بتعديل التشريعات القانونية المتعلقة بالمرأة بما يضمن حقوقاً متساوية مع الرجل.

إن رابطة النساء السوريات شكلت وجهاً مضيئاً في نضال شعبنا الوطني والديمقراطي، كما أن إعطاء أهمية لدورة المرأة في الحزب يجعلها رصيداً مهماً في توسيع عمل الحزب وتطوره، وهذا يستدعي عملاً جدياً متواصلاً ونضالاً مستمراً من أجل إحداث التغيير المطلوب.

وإننا كنساء في الحزب الشيوعي السوري الموحد نتوجه بالتحية لكفاح كل نساء العالم عامة وسورية خاصة، إلى الأمهات اللواتي قدمن الغالي والنفيس، إلى المناضلات اللواتي ما زلن رأس حربة في المعارك السياسية والوطنية والاجتماعية والاقتصادية.

عاشت الذكرى الـ 76 لتأسيس رابطة النساء السوريات!

– عاش اتحاد الشباب الديمقراطي السوري!

– عاش الحزب الشيوعي السوري الموحد في الذكرى المئوية لتأسيسه!

 

كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد

ثم قصيدة شعرية للرفيق عريف الحفل، ثم قدّم كلمة الحزب، وألقاها الرفيق

أيتها الرفيقات والرفاق والأصدقاء!

الحضور الكريم!

نلتقي اليوم معاً في أحضان الطبيعة، لإحياء مناسبات عزيزة ذات مدلولات عميقة، لمكانتها وأثرها على حياة وتطور بلدنا وكل فرد منا، وهي السابع عشر من نيسان، عيد الجلاء، عيد أعياد الوطن، وليس عبثاً أنْ سمّي حزبنا بحزب الجلاء، بل نتيجة لنضال الشيوعيين من أجل استقلال وطننا من رجس المحتلين الفرنسيين، وما زال الحزب يناضل دون ملل وكلل من أجل حياة أفضل شعبنا، من أجل وطن حر وشعب سعيد، رغم الظروف الصعبة المعقدة، فالأزمة السورية دخلت عامها الثالث عشر والغزاة والمحتلون والإرهابيون يعبثون بتراب وطننا.

نعم، لقد قدمنا واليوم نقدم التضحيات ونناضل إلى جانب كل الشرفاء من أجل طرد المحتلين الأمريكان والأتراك والإسرائيليين والإرهابيين من أرض الوطن، ولعودة الأمن والاستقرار إلى ربوعه، وأن ينعم شعبنا، بكل مكوناته، بحقوقه السياسية والاجتماعية على قاعدة وحدة سورية أرضاً وشعباً.

 

الحضور الكريم!

لقد حلت علينا الذكرى المئة لتأسيس حزب العمال والفلاحين، الحزب الشيوعي السوري عام 1924، والآن 2024.. نعم مئة عام على تأسيس حزب المناضلين بسواعدهم وأدمغتهم، حزب الجلاء والاستقلال الناجز والدفاع عن طموحات الشعب السوري في وطن حر وشعب سعيد، حزب الشعب والوطن.

 

الجمهور الكريم!

لقد جاء تأسيس الحزب هذه الأداة الثورية للتغيير، تعبيراً عن حاجة موضوعية ولضرورات النضال التقدمي الوطني والاجتماعي والديمقراطي والإنساني، وكما تعلمون أن تعاليم الماركسية – اللينينية هي التي سعى الشيوعيون للاهتداء بها وبمنهجها المادي الجدلي والتاريخي في ميادين نشاطهم ونضالهم لتحقيق أهدافهم وفي معاركهم الطبقية.. هنا لا أريد أسرد لكم كم من المعارك الطبقية قادها حزبنا ضد الإقطاع في ريف الجزيرة، وقدم شهداء أمثال حاج عمر هيواني وغيره من الشهداء، وللتذكير كان حزبنا سبّاقاً في تشكيل العديد من النقابات العمالية في المحافظة.

 

الرفاق والرفيقات، الإخوة الحضور!

اليوم رغم كل ما جرى من تغيرات دولية وإقليمية، تزداد قناعة الشيوعيين بأن الخيار الاشتراكي يظل الخيار الصحيح، وأن المستقبل ليس للرأسمالية المتوحشة، بل للاشتراكية المتطورة، وأثبتت الحياة أن الماركسية واللينينية تبقى أكثر علوم المجتمع دقة وغنىً وأقدرها على التطور والتجدد.

 

 

الحضور الكريم!

لقد قدم الحزب خلال هذه المسيرة الطويلة مئة عام كل ما هو ناصع، واستعداده لكل تضحية في سبيل الشعب والوطن، ورغبة في التجديد والانفتاح واستعداده لكل تضحية من أجل تطور بلدنا.

لقد ترك الحزب بصماته الواضحة على مجمل التطورات عبر تاريخه، لن نبالغ نحن الشيوعيين السوريين بما قمنا به، ونرفض أي محاولة لإنكاره أو التقليل منه.

اليوم يناضل حزبنا من أجل عقد مؤتمر حوار وطني سوري – سوري شامل وبمشاركة جميع القوى والأطراف السياسية والاجتماعية والاثنية، دون تهميش لأي مكون للتوافق على إنهاء الأزمة السورية، سياسياً، بعيداً عن التدخلات الخارجية، للوصول إلى سورية دولة موحدة ديمقراطية علمانية، ترفرف فيها راية العدالة الاجتماعية، خاليةً من المحتلين والإرهاب، رابطين نضالنا ضد السياسات الاقتصادية- الليبرالية للحكومة، المعادية للجماهير الشعبية، ومن أجل وضع حد للمفسدين وللفساد الذي ينخر بل ويسري كالسرطان في جسم الوطن، وبالأحرى في معظم مفاصل الدولة.

الحضور الكريم!

كنا وما زلنا وسنبقى من أبرز المناضلين من أجل قضايا الشعب ومطالبه العادلة لبناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية ولتأمين العيش الكريم لشعبنا، ونحن سائرون نحو المؤتمر الرابع عشر لحزبنا، الذي سينعقد هذا العام.

الإخوة والأخوات.. نلتقي اليوم وإياكم، وبعد أيام قلائل تحل علينا ذكرى الأول من أيار، عيد العمال العالمي، لنزفّ التحية للطبقة العاملة في عيدها، في يوم التضامن العالمي ضد الاستغلال والقهر الرأسمالي.

 

الحضور الكريم!

إننا بمناسبة الذكرى المئة لتأسيس الحزب، لابد أن نتوجه بالتحية للرواد الأوائل: يوسف يزبك، والشمالي، وأرتين مادويان، ورشاد عيسى، وخالد بكداش، وغيرهم، تحية إلى الشيوعيين أينما كانت مواقعهم.. نعم لوحدة الشيوعيين.. تحية إلى قواتنا المسلحة حماة الوطن.. تحية لجبهتنا الوطنية التقدمية.. تحية إلى أهلنا في الجولان المحتل وإلى أبطال غزة الصامدين في وجه الوحش الصهيوني.

تحية للرفاق الذين ساهموا في نشر الفكر الاشتراكي وبناء الحلقات الأولى للحزب في الجزيرة: الدكتور أنجيان جان صعيب، ناصر حدة، آرا كيل، نوري الخالدي، جكر خوين، رشيد كرو، نديم البيطار وغيرهم وغيرهم.

كل التحية للرفاق الذين تابعوا النضال لتبقى راية الحزب مرفوعة في الظروف الدكتاتورية والعهود السرية منهم: رمو شيخو، عبدي يوسف، عثمان إبراهيم، حسين عمرو، يعقوب كرّو وغيرهم.

ألف تحية لكم جميعاً ولشعبنا البطل الذي يعود له الفضل في كل الانتصارات، والذي يقف خلف جيشه.

عاش السابع عشر من نيسان، عيد أعياد الوطن! عاش الأول من أيار، عيد العمال العالمي!

عاش حزبنا الشيوعي السوري الموحد في الذكرى المئة لتأسيسه!

وقد نقل الرفيق ملول الحسين تحيات الأمين العام وقيادة الحزب للرفاق الحضور وتمنياتهم لهم بالنجاح.

وأقيمت دبكات شعبية ورقصات وفعاليات متنوعة.

العدد 1107 - 22/5/2024