أبناء التعليم المفتوح يقفون على الأطلال!

ريم سويقات:

يبدو أنه لم يبقَ من مجانية التعليم التي كانت تتغنى بها الحكومة سوى الذكرى، بعد أن اصبحت العملية التعليمية في كل المراحل الدراسية مكلفة، بدءاً من رفع سعر الكتاب المدرسي، ورفع سعر التسجيل في التعليم الجامعي النظامي والمفتوح والموازي، وحتى الخاص.

ماذا عن التعليم المجاني يا سادة؟ ذلك التعليم الذي كان يحمي من الأمية ٨٥% من المواطنين السوريين الذين يقعون في خانة الفقر؟ أين الدعم الحكومي لهم، في وقت يزداد فيه الغلاء المعيشي بشكل جنوني، لدرجة وصل جنونه إلى قطاع التعليم بشكل غير مسبوق بنسبة ١٠٠%، في حال رسب الطالب في التعليم المفتوح للمرة الثانية، إذ جاء في جريدة الوطن السورية بتاريخ ١٣/١٠/٢٠٢٢، أن وزارة التعليم العالي أصدرت قراراً برفع رسوم مقررات التعليم المفتوح على ان يطبق اعتباراً من العام الدراسي ٢٠٢٢- ٢٠٢٣.

وحسب القرار حدد مبلغ 10000 ل. س ﻋﻦ ﻛﻞ مقرر يقدمه الطالب لأول مرّة، و15000 ل. س عن ﻛﻞ ﻣﻘﺮﺭ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، و20000 ل. س ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺮﺭ ﻳﻘﺪﻣﻪ الطالب للمرّة الثالثة فأكثر. وحدد مبلغ ١٥٠ دولاراً عن كل مقرر للطلاب العرب والأجانب.

وكان القرار السابق حدد الرسوم بـ 7000 ل. س ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺮﺭ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ و 9000 ل. س ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺮﺭ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ و 11000 ل. س ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺮﺭ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ.

وجدير بالذكر أن بعض الطلاب في التعليم المفتوح يعانون من الرسوب في بعض المواد الامتحانية بدرجة ٤٨ أو ٤٩، أي ينقصهم درجتان أو درجة واحدة عن درجة النجاح.

أيها السادة، في وقت يدرس ويطبق فيه ارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات، يغيب عن المعنيين دراسة رفع الأجور والرواتب، إذ نشهد عدم قدرة أغلب السوريين عن مجاراة الارتفاع اليومي للأسعار، وتحديداً الطبقة العاملة والفئات الفقيرة التي بدأت تنظر إلى الكثير من الأساسيات على أنها كماليات وتخلت عنها، فاضطرت مثلاً ان تسحب أبناءها من مراحل التعليم الأساسي، في حين لجأ الأبناء في المراحل الثانوية والجامعية إلى ترك الدراسة والالتحاق بأي عمل يدعم وضعهم العائلي، لقد وصل التسرب من التعليم الإلزامي إلى نسبة تتجاوز 20%، وهكذا يبقى التعليم حكراً على الفئات القادرة والثرية، التي تستطيع دفع تكاليف العملية التعليمية، خاصة أن أقساط بعض المدارس المخصصة للأثرياء يتجاوز رسمها السنوي 15 مليون ليرة سورية.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!