تأمّل جمال العدس!

بقلم: ريم سويقات:

غنيّ العقل ليس بفقير، بعملية تفكير بسيطة يستطيع المواطن السوري اليوم حلّ ما لم تستطع الحكومة حلّه، وبذلك يكون كما كان دائماً قادراً على تسيير أموره بنفسه دون أن تتكلف الحكومة شراء بدلات جديدة لعقد اجتماعات غايتها التصوير! فبإمكان المواطن السوري أن يبقى هانئاً مرتاحاً من حدوث أزمة قلبية، بعد اعتقاده أنه لم يعد يتمكن من شراء الفروج والبيض وغيرها.. بهذه العملية البسيطة، بما أن العقل يتحكم بالنفس فيستطيع تطويعها والإيعاز لها بتشهّي الفول مثلاً بدلاً من اللحم المشوي.

أسعار الفرّوج لم تنجُ من الارتفاع منذ بداية العام الحالي، رغم أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تصدر نشرات أسبوعية للأسعار بارتفاع مستمر، في حين تشير مصادر محلية إلى أن الأسعار في السوق تتجاوز نشرات الوزارة.

فقد وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى 9 آلاف ليرة سورية. وذلك بزيادة بلغت 1800 ليرة عن الأسعار الرسمية في نشرة أسعار الفروج ضمن لوائح وزارة التموين في سورية. في حين وصل سعر كيلو الفروج المذبوح والمنظف إلى 12 ألف ليرة. ونتيجة لارتفاع أسعار لحم الدجاج، قفزت أسعار الشاورما والوجبات السريعة التي تعتمد بشكل أساسي على لحم الدجاج، أما صحن البيض فبلغ 10000 ل.س.

إن الأمر بحق يعد ضرباً من الجنون لمجرد التفكير أن تشتري براتبك دفعة واحدة وجبة واحدة من البروستد المشوي مثلاً تدلل بها معَد أطفالك، لذلك عزيزي المواطن يبدو من الأفضل لك أن تضع معدتك في عقلك، وبذلك تستطيع تذوق ما تريده من الأطعمة الشهية على سبيل المثال، بإمكانك أن تدع الأمر لمجموعة من النكهات الصناعية التي تحول طعم المجدّرة إلى طعم الكوارع. إن الأمر في غاية البساطة وغاية التوفير.

وبما أن العقل أغنى من الجيب، بإمكانك أيضاً أن تزهد في الفروج مثل الزعيم غاندي.

عزيزي المواطن يقال إن الذين ماتوا من قبل قد تناولوا اللحوم والبيض والفواكه وحصلوا على السعادة ولكن، هل أخذوا معهم السمك المدخن، وقطع الفيليه وصواني النمورة والقطايف؟

ماذا كسبوا من تناول لحم الشواء؟ هل تأملوا جمال العدس اليوم ساعة الغروب اللازوردية؟

أيها السادة، أنصِفوا المواطن السوري ولا تجعلوا من حقوقه أحلاماً بعيدة المنال عن جيبه!

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم؟!

 

العدد 1107 - 22/5/2024