المواطن السوري وسفينة الصحراء!

ريم سويقات:

منذ عشر سنوات إلى الآن أكّد الشعب السوري، وما زال يؤكد أنه أكثر الكائنات صبراً على وجه الأرض، حتى إنه تقدم على الجمل في قدرة تحمله للعطش، لكن السؤال هنا: إذا كان صبر الجمل سببه القدرة على تحمل نقص الماء في أنسجة جسمه، فما السبب في صبر وتحمل مواطننا العزيز؟

هل هو سبب بيولوجي لم يكن مكتشفاً عند علماء الأنثروبولوجيا؟

أم أنه شيء يظهر فقط في الأزمات والحروب؟

أم هو فرض يجب أداؤه في كل مرةٍ يصدر فيها قرار من الحكومة الموقرة يصب في مصلحة المواطن.. يُفاجئ مواطننا بأن هذا القرار يصب في وديان وبحار لا يعرفها، لكنه لا يصب في مصلحته!!

يبدو أن قرارات الحكومة حول تخفيض ساعات وصل الكهرباء وكميات المازوت والغاز والبنزين والخبز وكل شيء آخر إلا الأسعار التي تزداد بشكل جنوني طرداً مع قلة القدرة الشرائية للمواطن، أصبحت متلازمة يصاب بها المسؤول في بلدنا عندما يفكر في حل مشكلة ما، فلا يجد لها حلاً سوى تخفيض الدعم.. ورفع الأسعار!

إن استقبال المواطنين لهذه القرارات بالصبر بشتى أنواعه، وهو غالباً ما يبدأ بنوبة من الانتقادات الغاضبة، يتحول تدريجياً إلى الانصياع لتلك القرارات بكل هدوء ومرونة، وهذا يدلّ على صبر لم يشهد التاريخ له مثيلا، لذلك لا بد أن يحصل مواطننا على المركز الأول للكائنات الأكثر صبراً على وجه الأرض.

أيها السادة في حكومتنا الموقرة.. إن طرح حلول جدية لمآسي الناس هو جوهر عملكم الجماعي.. لا الفردي الصادر عن هذا الوزير أو ذاك، فالصابرون والصابرات بانتظار إنجاز ما (لمعة لمبة، طاسة مازوت زائدة، شحن جوال يصل إلى ٤٠ % كحد أقصى) وإذا كان حب الوطن لا يعلوه شيء، وهو ما يجعل من المواطنين صابرين، فإن الفقر كافر، وقد يهدّ الأوطان.

أيها السادة لا بد من تفعيل حلول سريعة ومنصفة تستحق ما تحمّله المواطن حتى اليوم.

دام عزّكم، أيها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1104 - 24/4/2024