أمراض المسؤولين والمواطن لا يرحم علاجهم

السويداء- معين حمد العماطوري:

ثمة من يدّعي أن الحكومة وما قدمته خلال السنوات الماضية، عبارة عن هباء منثور، وهذا يعتبر تجنّياً بحقّها، فقد أصيب عدد من الوزراء بأمراض كثيرة نتيجة لقلقهم وسهرهم المضني المستمر على راحة المواطنين وتأمين الحياة الرغيدة لهم، حتى أنهم لم يتلقوا العلاج في المشافي الوطنية المجانية لأنهم لا يملكون الثروات المالية لمعالجة أنفسهم في المشافي الخاصة الداخلية أو الخارجية، فهم في عراك دائم مع الزمن وطبيعة عملهم ومتابعتهم اليومية ولساعات طويلة دون راحة أو ملل جعلهم في توتر دون أن يتركوا لأنفسهم ما يسد جوعهم ويؤمن لهم حياتهم حين التقاعد، لأن المواطن استنفد منهم طاقتهم على حساب راحتهم وعملهم كي يعيش في بطر ورفاه لا يمكن وصفه، بل استطاع هذا المواطن الجشع أن لا يرحم حكومته العفيفة الطاهرة الشريفة، وبدل أن يساعد حكومته في إنتاجه الزراعي وتسويقه لهم، وتأمين المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية وغيرها من فوائض بضاعته، قام بتهريبها إلى الخارج حتى بلغت ثروة أقل مواطن مليارات الدولارات، ولعمري ما سبب تدهوراً في احتياط القطع الاجنبي، وتضخماً ساهم في نشر الكسب غير المشروع، وأوصل حكومته للعجز والفقر والجوع والقهر والإذلال، وباتت تحتاج للشفقة والعطف من الحكومات العالمية نتيجة طمع الموظفين والفلاحين وصغار الكسبة، رغم توفر البطاقة الذكية لهم لترشيد الاستهلاك، لكنهم يسرقون الثروات من غاز وكهرباء ونفط ومواد غذائية، ويبرمون العقود والصفقات التجارية الكبيرة، ولا يحسبون حساب أي دخل إضافي يزيد من رصيد الخزينة، لعمري هذا يعتبر إذلالاً حقيقياً وطمعاً وعدم مسؤولية وانتماء للوطن والحكومة الوطنية التي أعاذنا الله من الطامعين والسارقين والخاطفين والقتلة والمتعاملين بالقوت اليومي للبلد منهم.

والأهم أيها السادة أن رائحة الفساد فاحت من المواطن، فهو يتقصد مخالفة القوانين والأنظمة المرعية ولا يحترم قانونه ودستوره، كما تفعل قوى الأمن الداخلي بتوفير الأمن والأمان خاصة في السويداء التي لا يستطيع المرء الخروج من منزله بعد غياب الشمس، بل في وضح النهار يتم الخطف والقتل والسرقة دون رادع، أو معاقبة من تسول نفسه لقبض رشاوى ونشر الفساد الإداري، وبالتالي ما يتداول هي اتهامات باطلة، وتقع في دائرة اتهام النزيه الشريف العفيف، إذ في بلاد الغرب الفاسد المواطن يدخل بإرادته إلى مكانين ولكن لا يخرج بإرادته، وهما المالية والقضاء، لأن البيروقراطية والفساد الإداري والرشا منتشرة بشكل كبير، ونادراً ما تجد قضية في المحاكم الغربية تفصل قبل عقد ونصف من الزمن، بينما محاكمنا خلال أسبوع بالكثير يكون صاحب الحق قد نال حقه دون مواربة أو قلب الحقائق ليصبح الجاني بريئاً والمجنى عليه متهم، لأن القانون يحترم الجميع وخاصة المهن الفكرية مثل الكتاب والإعلاميين وأساتذة الجامعات ولا يستطيع أحد أن يطالبهم المثول أمام القضاة مهما كانت الجناية أو الجنحة قبل إحقاق الشهود بذلك، ومن الصعب أن تجد أستاذاً جامعياً يقف أمام قاضي بتهمة كشفه للفساد في جامعته وكافحها وكشف الجناة وتسليمهم للعدالة، فهذا لا يحدث إلا في الغرب فقط، أما لدينا فعلى العكس الكاشف عن الحق ملاك مقرب يكرم ويكافأ ويزيد من رصيده في النزاهة والإخلاص، وليس شيطاناً أخرس.

اخيراً نستطيع القول إن طلبات المواطنين لا تنتهي وبعضها يدخل في باب الاستفزاز للحكومة رغم توفر كل مستلزمات الحياة وفائض بالرواتب والأجور وهناك وعود بزيادة الرواتب، ليفيض إنفاقهم الشهري والرصيد البنكي لكل منهم والقيام أيام سياحية خلال عطلتهم، لأن حلمهم الإحساس بشعور ومعاناة توفر الماء والكهرباء والمازوت والبنزين والسيارات الفارهة والمواد الغذائية والألبسة والطبابة نتيجة البطر حتى باتت السويداء تحتل المرتبة الأولى بمرض السرطان، وفي كل 100 ألف هناك ما بين 171-174 إصابة جديدة سنوياً، يعني هناك ما يزيد عن 900 مريض سرطان جديد سنوياً.. وحكومة تعاني من توفير الأدوية للمرضى بكلف خيالية.

ربما جاء ذلك نتيجة الراحة في العمل ونقص البطالة، وبالتالي من حقها أن تصاب بالأمراض العصبية والعقلية نتيجة ضغط المواطن، الذي شكل عقدة تحمل الحكومة الفقر والإذلال والطمع وسرقة قوتهم اليومي ومطالبتهم المستمرة بالتحسين والتنمية.

كم أنت يا مواطن ظالم ولا ترحم حكومتك الرشيدة!

العدد 1102 - 03/4/2024