قرى المقرن القبلي بالسويداء تناشد.. فهل من مجيب؟!

السويداء – معين حمد العماطوري:

تعاني قرى المقرن القبلي في محافظة السويداء، المتاخمة للحدود السورية الأردنية، وبشكل خاص قرية أم الرمان والقرى المجاورة لها، عطشاً شديداً وحرماناً من خدمات عديدة أهمها مياه الشرب ومياه الاستهلاك المنزلي والري، فبعد أن أنفقت الأسر ملايين الليرات على مشاريع زراعية، زادت تكاليف الإنتاج عليها باضطرارها لاستجرار مياه الري، وهي تسعى لتأمين الري الفردي للحيازات الصغيرة، بغية تأمين الحد الأدنى من مستلزمات العيش والحياة اليومية، وهي أصلاً مهددة بالجفاف، إضافة إلى حرمانهم الموصول من ديمومة الكهرباء، وتكرار انقطاعها حتى في ساعات الوصل وفق الحد الأدنى المقرر، الأمر الذي يعرقل مسيرة الحياة ويثبط عجلة الإنتاج والعمل، وإمكانية توفير وسائل العيش الضرورية، ومع التنامي والتزايد الجنوني في ارتفاع الأسعار الذي تسببت به إدارة السوق الفاسدة والسياسات النقدية والسعرية، واستغلال التجار لما يحدث في فوضى السوق من ارتفاع بالأسعار دون رقيب ولا حسيب، والجهات المعنية تبدو غير معنية بحياة المواطن، بل زاد الوضع سوءاً حينما ترافق بنقص عوامل الأمن والأمان الذي هو حق وجودي لكل مواطن.

هذا ما أكده أحد أهالي قرية أم الرمان لجريدة (النور)، وتابع: إن القرى الأردنية التي كانت خرائب هامدة قبل خمسين عاماً في البادية المجاورة أصبحت معمورة خضراء، بفضل الآبار الارتوازية، وهي تعتبر شريكة لنا في حوض مائي جوفي واحد، ولعل السؤال الأهم: لماذا هم يستفيدون منها ونحن محرومون منها، لماذا؟

وتابع بالقول إن سوء إدارة الآبار الارتوازية في قرانا وكثرة أعطالها، وسقوط الغطاس في عمق البئر، واستدامة الأعطال في بعضها لسنوات طوال، حتى وصل بعضها إلى أربعة عشر عاماً، يشعرنا باستحالة الحل مع سيل من الوعود الخلَّبية للمسؤولين وأصحاب القرار في الجهات المعنية بالإصلاح، فما عسانا أن نقول ونحن نشتري مياه الشرب والاستخدام المنزلي بأسعار تتزايد، وبات أصحاب صهاريج المياه وناقلوها يراكمون ثروتهم من ذلك، وفوق ذلك تأتي فواتير الاستهلاك من الكهرباء والماء كلهيب النار بالهشيم.

أما في الليل فتبدو قرى الأردن في الجانب الآخر من الحدود، ماسات متلألئة مشعة بفضل كهرباء لا تنقطع لا ليلاً ولا نهاراً، بينما تغمر العتمة قرانا وبيوتنا وطرقاتنا.

بقي أن نقول إن أهالي قريتنا يسهرون يومياً في ظلمة الليل الحالك وخاصة في المقرن القبلي على صوت لعلعة الرصاص، ومصدرها مهرّبو المخدرات الذين عملوا من أراضي قرانا ممرّات دائمة لتهريب تجارتهم جنوباً باتجاه الحدود الأردنية، وهذا الوضع يترك آثاراً مجتمعية خطيرة على حياة فئات عمرية متنوعة شبابية وغير شبابية، حتى وجد بعض المنحرفين من الشبان المتعاونين مع الجهات المدبرة لعمليات تهريب المخدرات فرصة لهم لبناء ثروة، وما من أحد من المواطنين يجرؤ أن يشير إلى الجهات المسؤولة التي تحرك هذه الخيوط الشيطانية.

إلى متى يستمر هذا البؤس المقيم في قرى المقرن القبلي!؟ ومتى تصحو الجهات المعنية وتقوم بواجبها تجاه قرانا؟!

المنتجون يطالبون، فهل من مجيب؟

العدد 1104 - 24/4/2024