شو عم يصير | المركزي.. أذن من طين وأخرى من عجين

مادلين جليس:

يبدو أن حملة الاستعطاف والمودة التي أطلقها مصرف سورية المركزي في الفترة الماضية، لم تُجدِ نفعاً، ولم يقع في قلوب الناس دعم الليرة السورية بالكلمة الطيبة أي موقع حسن، بل على العكس فقد زاد الطين بلة.

فقبل هذه الحملة _لا أعادها الله_ كان الدولار بـ ٥٦٠ ليرة، والمواطن بانتظار اللحظة الحاسمة التي سيتدخل فيها مصرف سورية المركزي، وبضربة واحدة يوقف سعر الصرف عن الارتفاع ويعيده إلى مادون الـ ٥٠٠ ليرة.

لكن أحلام المواطن وطموحاته لم تلبث أن بدأت تتبخر ما إن ارتفع الدولار مرة ثانية وبارتفاعات متكررة ومتقاربة أوصلت سعره إلى ٥٨٠ ليرة، وهو يواصل الارتفاع حتى لحظة كتابة هذا المقال إلى ٦٠٥ ليرات.

ومهما قلنا وكررنا كثيراً فإن الخاسر الأكبر من ذلك يبقى المواطن، إذ لا تبقى سلعة أو بضاعة خارج التحديد، كلها بلا استثناء ترتبط ارتباطاً مباشراً بالدولار، حتى السلع التي تنتج محلياً، وحتى السلع التي ينتجها المواطن لنفسه، يبيعها لنفسه بالدولار، أليس من حقه مواكبة ارتفاع الأسعار كباقي التجار؟.

مهما قلنا إن المتضرر الأكبر من كل ذلك هو المواطن الذي لا حول له ولا قوة، المواطن الذي لا يكفيه راتبه حتى العاشر من كل شهر، وكل ارتفاع في الدولار ولو لليرة واحدة سيكون سبباً في خسارته وضرره أكثر، إلا أن المصرف المركزي (أذن من طين وأخرى من عجين)، فلا يسمع ولا يرى، وأغلب الظن أنه مازال على اعتقاد أن سعر الصرف لم يتجاوز الـ ٥٠٠ ليرة.

المضحك في ذلك أننا كنا في السابق نقول إن كل ذلك غيمة ستمر، وسيعود الدولار إلى سعره السابق، ولا نبالغ إن قلنا إن أغلب المواطنين ظنوا، بأحلامهم الجميلة أنه قد يصل إلى مئة ليرة، أو مئتي ليرة على أبعد تقدير.

حتى بات الجميع يؤجل شراء أي سلعة قائلاً: عندما ينخفض الدولار سأشتريها، وهو متأكد في قرارة نفسه أنه سينخفض.

الآن لم تعد هذه المقولة تنفع واستعاض عنها جميع الناس بمقولة: لحِّق نفسك واشتري، الدولار في ارتفاع يومي، ولا نعلم كم سيصبح في الغد.

ما الذي ينتظره مصرف سورية المركزي حتى يقوم بخطوة ينتظرها الجميع، هل ينتظر أن يصل سعر الصرف مقابل الليرة السورية إلى الألف ليرة، أم أن طموحاته أعلى بكثير من هذا السقف، وينتظر أن يصل إلى أبعد من ذلك.

كيف استطاع الحاكم السابق تخفيض سعره مئة ليرة والمحافظة على ذلك السعر لفترة طويلة؟

هل من أحد يخبرنا ما إن كان السعر وصل للحاكم، أم أننا نظلمه ولا يدري ماذا يحدث خارج جدران المصرف؟

العدد 1104 - 24/4/2024