أضرار جسيمة في زراعات طرطوس والفلاحون يطالبون بالتعويض فهل تستجيب الحكومة!؟

رمضان إبراهيم:

تعرضت الكثير من مناطق محافظة طرطوس مطلع الاسبوع الماضي لعاصفة جوية، ترافقت مع سقوط حبات كبيرة من البرد لم يسبق ان شهدتها المحافظة خاصة في مثل هذه الفترة من السنة، إذ تكاثفت الغيوم وهطل المطر غزيراً مترافقاً مع حبات البرد الكبيرة التي جاءت نقمة، إذ كانت في غير مواقيتها، وقد ترافقت معها السيول والفيضانات والبرَد، والعديد من المزارعين أجمعوا أن الظروف الجوية هذه السنة لا مثيل لها من ناحية حجم الأضرار التي أصابت محاصيلهم، ولكن لم يكن في بالهم أن هذا الضرر سيستمر حتى شهر حزيران.

الأضرار أصابت هذه المرة كل الأشجار المثمرة إضافة إلى الكرمة والتبغ نتيجة هطول البرد في هذه الأوقات، وقد شملت الاضرار مناطق القدموس ومشتى الحلو والدريكيش وبرمانة المشايخ، وكما علمنا جرت دعوة المزارعين في تلك المناطق بكل السبل لمراجعة الوحدات الإرشادية في مناطقهم للإبلاغ عن الأضرار التي أصابتهم، ليجري تقدير حجم هذه الاضرار على ضوء ذلك وهذا يحتاج إلى أسبوعين على أقل تقدير.

المهندس علي يونس (مدير زراعة طرطوس) أوضح أن التغيّر المناخي والكتل الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا كانت وراء ما حصل، مشيراً إلى أن الأضرار تركزت في قطاعات الدريكيش وبرمانة المشايخ والقدموس والعنازة وأصابت الأشجار المثمرة والتبغ. وخلال جولة قام بها على تلك المناطق تم تشكيل عدة لجان لتقدير الأضرار بشكل دقيق متمنياً أن يراجع كل فلاح متضرر الوحدة الإرشادية في قريته ويتقدم بطلب للكشف على أرضه ومزروعاته وما أصابه من أضرار.

وبخصوص أضرار العاصفة والبرد على مزروعات (التبغ) أوضح مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للتبغ أن العواصف التي اجتاحت عدداً من مناطق محافظتي طرطوس وحمص هددت سُبل عيش الآلاف من المزارعين ممن يعتمدون على زراعة التبغ كمحصول رئيسي يعيشون عليه طوال العام، فقد تسببت الأمطار بإتلاف مساحة كبيرة من محصول التبغ بعد أن غمرت المياه الحقول المنخفضة بالكامل، وحطّمت حبّات البرد الكبيرة أوراق نباتات التبغ بنِسَب مختلفة بين منطقة واُخرى.

وبيّن أن  اللجنة التي شكلتها الحكومة لتقييم تأثير العاصفة الأخيرة والتي شملت عدداً من المعنيين في المؤسسة العامة للتبغ، خلصت إلى أن (٩٠٪) من حقول التبغ تضررت بنِسَب متفاوتة، وتم تحديد المساحات المتضررة ونسبة الضرر للمباشرة فوراً في الإجراءات اللازمة لمساعدة المزارعين ومنها، توزيع الشتول الجاهزة من مشاتل المؤازرة في المؤسسة على المزارعين المتضررين مجاناً، والسماح لمن كانت شتوله في مرحلة عمرية متقدمة وأُصيبت بالضرر بتربية الزغفة، إضافة إلى تأجيل ديون المزارعين المتضررين إلى مواسم لاحقة والمستحقة عليهم والواجب تسديدها للمؤسسة.

وفي خطوة أخيرة متممة للإجراءات السابقة، تم تحديد أسماء المزارعين المتضررين، وسيتم رفع تلك القوائم إلى وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي (صندوق الكوارث والجفاف) ليجري على أساسها تعويض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بمحصولهم.

أخيراً، ما نتمناه ان يجري تقدير الأضرار بشكل حقيقي وأن يتم سماع صراخ فلاحنا الذي باتت الديون والكوارث تلاحقه في كل خطوة.

هي صرخة قوية ممن سقوا الأرض بعرقهم، فهل ستستجيب الحكومة لهم أم أنها كعادتها أذن من طين وأذن من عجين؟!

العدد 1104 - 24/4/2024