هل سيطول انتظار عيدنا الأكبر؟!

ولاء العنيد:

منذ سنوات طويلة عجاف حتى اليوم، مازال السوريون ينتظرون أن يحتفلوا بأعيادهم كما كانوا، وأن يشاهدوا الفرح في عيون الجميع والبسمة البادية على ملامحهم، ولكن اليوم بعد أن امتلأت القلوب همّاً وحزناً وحسرة على من فقدوا وما خسروا، وعلى ذكريات تهجير وترحيل قاسية لا تُنسى، فهي من الجروح التي سيطول التئامها وستترك خلفها ندباً يخلد أوجاعها.

فمتى يحلّ عيدنا؟

عيد السوريين الذي طال انتظاره، والذي يحمل في طياته الفرح الحقيقي والخلاص من جزء كبير من الهموم والمشكلات.. إنه اليوم الذي يعود فيه الاستقرار والسلام إلى كل شبر في بلادنا.

يوم يُرفع ركام البيوت المدمرة عن الطرقات وتبعد ملامح الحطام عن عيون السوريين، ويعاد بناء كل منزل مهدّم، لتعود البيوت وتعود المنازل إلى أصحابها واقفة شامخة تستقبل أهلها من جديد.. يومئذٍ ينتهي التهجير وينتهي الخوف من التشرد، ويعود كل مهاجر ومغترب، وينتهي معه زمن الوقوف على أبواب السفارات طلباً وبحثاً عن مستقبل أفضل.. ليصبح بإمكاننا القول: المستقبل أصبح هنا في بلادنا، عبر توفير فرص عمل للشبّان العاطلين عن العمل، ودعم أكبر لأصحاب المشاريع الناشئة والمتناهية الصغر والصغيرة، ليس فقط من خلال الدعم المادي، بل عن طريق تأمين أسواق لمنتجاتهم لتسير عجلة الإنتاج بشكل فعلي. فما الفائدة التي ستعود عليه أو على البلاد إن بقيت منتجاته على الرفوف أمام عينيه؟

يومئذٍ سنكون قد عملنا على تأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة وخصوصاً لأبناء الشهداء الذي جاء العيد بفضلهم، ولولا دمائهم لبقينا نغرق في حرب لا مناص منها نصارع بين الموت والحياة. وحدهم الشهداء من كان لهم الفضل الأكبر، وواجبنا اتجاه أسرهم وعائلاتهم أن نكون معهم في كل خطوة، وأن نسهر على رعايتهم وعلى نجاح أبنائهم ومستقبلهم، وإلى جانب كل جريح ومصاب حتى تلتئم جراحهم وتشفى آلامهم، ويتمكنوا من مزاولة حياتهم الطبيعية، إلى جانب كل مواطن سوري تحمّل كلّ هذه السنوات انقطاع الكهرباء، والسعي لتوفير جرّة غاز أو لتر مازوت للتدفئة، وحتى ربطة خبز تقي أطفالهم الجوع، ويطالبون معاً بتوفير وتأمين هذه المستلزمات الأساسية لحياة كريمة يستحقها السوريون بعد صمودهم هذه السنوات.

هذا هو عيدنا.. يوم تعود الأمور إلى نصابها، وينسى الصغير والكبير أهوال الحرب ومآسيها، عندما ينال السوري ما يستحقه من مقومات الحياة المريحة والكريمة التي تعوضه عن مرارة سنوات سوداء، فنعمل معا حكومة وشعباً على تسريع قدوم هذا العيد، فهو عيد نملك بيدنا وجهودنا رصف الطريق لوصوله وبقائه.

العدد 1104 - 24/4/2024