أم معلمة مربية عاملة هي المرأة

وعد حسون نصر:

لا يتوقف عطاؤها عند صفة واحدة، فهي أم أنجبت وتحمّلت آلام الولادة وبعدها أعباء التربية والرعاية والسهر على المرض، هي شجرة الحياة أخرجت روحاً أبصرت النور، فأعطتها كل ما تملك من حنان وحب وأمان ودفء. هي النور في الظلمة، وهي الحضن في العراء، هي الوطن في المنفى، وهي الحياة لأنها وهبت ولادة جديدة. ومهما حاولنا الوصف يعجز اللسان عن ذكر ما تحمله هذه الأيقونة من صفات، ولا ننسى أنها مدرسة بما تقدمه لأبنائها من تربية وأخلاق ومعرفة، فإن كانت الأم صاحبة خلق تمنح الدنيا جيلاً يحمل مكارم الأخلاق، يتحلى بالكلمة الطيبة والخلق الحسن والمعرفة واللباقة، فهذا يُرتّب علينا أن نُعدّ الأم أولاً لأنها نواة الأسرة وعماد المجتمع. ولا ننسى الأم العاملة التي تُقسّم وقتها بين البيت والعمل ويقع على عاتقها مشقات لا تُحصى داخل المنزل وخارجه من تربية ورعاية وعمل ووظيفة. وهكذا هي الأم المعلمة التي يقع على عاتقها مهمتين نبيلتين: الأمومة، والتربية والتعليم، لإيصال معلومة تبني وطناً وترفع صرحاً، وبقدر ما تكون معطاءة، تهدي المستقبل جيلاً يبني الوطن بالتربية والعلم، وينهض بالأمم بأخلاقها الحميدة، والإنجازات الرائعة. ولم تكن مصادفة هذا العام أن يجتمع عيد الأم مع عيد المعلم، لأنها مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق!

من هنا لا يمكن تجزئة المرأة وحصرها بصفة واحدة، فهي مجموعة صفات في جسد واحد، هي الأم العاملة الممرضة، الطبية، المعلمة والمدربة، هي شجرة الحياة بثمارها الحلوة، هي نور المستقبل بعيونها الواسعة التي ترنو للحياة، هي الدفء في الصقيع، والسقف لمن يواجه عناء الحياة، هي كل شيء مجموع بالمربية الفاضلة لجيل الغد، لا يكفيها يوم واحد لأنها السنة بكاملها والعمر المديد، قدّسها الكُتّاب مثلما قدّستها الأديان لأنها المغفرة يوم لا تُغفر الذنوب، وجعلوها نصباً للذكرى فعلّقوا عليها أمانيهم، وتمنوا لها الرحمة لأنها جناح الرحمة.. لأن (الأم) كلمة تشرح نفسها بنفسها.

العدد 1104 - 24/4/2024