أمنيات خلف جدران تنتظر عامها الجديد

وعد حسون نصر:

أيام قليلة تفصلنا عن عام جديد، على الرغم من تشابه أيامنا ومرورها بأعوام لا جديد فيها، لكن نترك بريق أمل صغير بقادم أفضل لو قليلاً بعد طوي صفحة ثمانية سنوات من الدم، وعلى الرغم من دخولنا في حرب باردة نتصارع فيها مع الحياة للبقاء، لكننا ما زلنا نأمل بتحسّن طفيف على صعيد الخدمات، نأمل بمنحنا شتاء دافئاً نحن وصغارنا، شوارع نظيفة مُنارة، ومنازل تنعم ببعض بضوء.. كل أمانينا هي خدمة وواجب من قبل الدولة وحق لنا، خاصّةً وأنها خدمة مأجورة.. نأمل بالتحسّن بالجانب الصحي في المستشفيات العامة، سواء من حيث العلاج وليس انتهاء بالنظافة والدواء والمعاملة الحسنة، وخاصةً ممّن يُوصفون بملائكة الرحمة، كذلك الرأفة بمن لا تمكنهم ظروفهم من العلاج بالمستشفيات الخاصة من حيث الدور والعدل بنيل حقهم من التصوير والعمليات.

والأمنية الأكثر أهمية والأساسية في حياتنا وحياة أبنائنا ألا وهي الارتقاء في الجانب التعليمي، خاصةً وأن نسبة كبيرة من أبناء بلدي في سنّ التعليم، لكنهم خارج هذا النطاق إما في العمل لإعانة الأسرة أو مُشردين بلا مأوى لأن الحرب هدمت بيوتهم وسلبتهم دف جدرانها. أما بالنسبة للعمل والخريجين والشباب، فنأمل أن ننال حقّنا بعمل يعود علينا بدخل خاصةً وأن معظم شبابنا من الخريجين وهم أحق بالوظائف في قطّاعات الدولة وفي مراكز تليق بهم..

كل هذا ولم تنتهِ أمنياتنا لعامنا الجديد، فكم نأمل بأن تُخصّص رواتب صغيرة للمسنين الذين لا معيل لهم تمكنهم من شراء طعامهم ودوائهم، وهذا أبسط حق لهم وواجب على الدولة. كذلك جعل مراكز الإيواء مُجهّزة بخدمات تعليم وصحة وغذاء لمن سلبتهم الحرب بيوتهم ولم يعد لهم عائلة ولا سقف. كما نأمل بمراقبة ومحاسبة الفاسدين للحدّ من الفساد المستشري بمختلف قطاعات الدولة. أمّا على صعيد الاتصالات، فنأمل أن نشهد تحسّناً ملموساً خاصةً بمزودات الخدمة المأجورة. وأيضاً على صعيد الطرقات والشوارع والتي باتت مستنقعات لما فيها من حفر ومطبّات في غير مكانها.

كانت هذه بعض آمالنا وأمانينا على الصعيد العام وحلمنا ببلد جديد مع انتهاء الحرب في غالبية المناطق ومع قدوم عام جديد، بلد خالٍ لو بجزء بسيط من سوء الخدمات أو انعدام بعضها.

أمّا على الصعيد الشخصي، فلعل الأمنية الأكبر لأبني بمستقبل أفضل وعالم يشهد السلام، خالٍ من الحروب، والصحة الجيدة، والمستوى المعيشي الذي يُمكّنَه على الأقل من تحقيق جزء من أحلامه، وعن نفسي، أتمنى أن أرى عائلتي بصحة جيدة تنعم بالأمان.. ولبلدي الحبيب سوريا أتمنى الخضرة الدائمة والسماء الزرقاء وراية العلم والعدل ترفرف في سمائها، وحياة هادئة للجميع لعلّنا نسمع صوت الطيور من جديد مع عامها القادم تشدو بالفرح والحب.. وكل عام وأنتم بسلام!

العدد 1105 - 01/5/2024