أحزاب عربية تحاور الشيوعي الصيني

عضو الوفد – الرفيق إسماعيل حجو:

بدعوة من دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لحضور الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني، وأحزاب الدول العربية من أعضاء مكاتبها السياسية، حضر المؤتمر ما يقارب 200 عضو يمثلون 65 حزباً سياسياً، من سبعة عشر دولة عربية، وكان الوفد السوري يضم أحد عشر عضواً، ثلاثة من حزب البعث العربي الاشتراكي بما فيهم رئيس الوفد، وعضوين من كل حزب من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (الاتحاد الاشتراكي العربي، الحزب الشيوعي السوري الموحد، والحزب السوري القومي الاجتماعي)، وعضوين من حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية.

ومثّل حزبنا الشيوعي السوري الموحد الرفيقان إسماعيل الحجو وملول الحسين (عضوا المكتب السياسي).

عقد المؤتمر في مدينة هانغتشو يوم الخميس 22/11/2018، وكانت حفلة افتتاح الدورة برئاسة معالي (لي جون) نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وألقيت فيها أربع كلمات، الرئيسية لمعالي (سونغ تاو) وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

والثانية لمعالي (هوانغ جيانغا) عضو دائم ورئيس مكتب التنظيم للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة (تشهبيانغ).

والكلمة الثالثة كانت للسيد محمود أحمد الشريف، وكيل أول مجلس النواب المصري، والكلمة الرابعة للسيد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح.

وبعد ذلك عقدت جلسة عامة لكل متحدث.. كان المتحدث الأول السيد لوان جيان تشانغ، مدير عام مكتب الدراسات لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تلاه ثمانية متحدثين من الجزائر والعراق وسعادة لي تشنغ وون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي في وزارة الخارجية الصينية. ثم متحدث واحد من كلٍّ من المغرب وتونس وموريتانيا وجيبوتي ومصر، وبعد ذلك انقسم المؤتمر إلى محورين، الأول (الإصلاح والانفتاح) طريق التنمية وتبادل التجربة. الثاني (الحزام والطريق) تفاهم الشعوب وتلاقي المصالح.

وعقدت جلسات المحورين في الوقت ذاته، وكان ممثلو حزبنا وحزب البعث والقومي في المحور الأول، وترأس الجلسة السيد لوان جيان تشانغ مدير مكتب الدراسات لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

تحدث في الجلسة 32 مشاركاً، وتحدث فيها الرفيق إسماعيل الحجو الكلمة التالية:

الرفاق الأعزاء!

باسمي ورفيقي في الوفد ننقل إليكم تحيات وتمنيات رفاقنا أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد وأمينه العام الرفيق حنين نمر.

ونتقدم عبركم إلى الشعب الصيني العظيم وقيادته بأخلص التمنيات ودوام النجاحات.

إن تجربتكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ملهمة للشعوب ونموذج يحتذى، بدءاً من الثورة الثقافية في عهد الراحل ماوتسي يونغ إلى بداية النهضة الاقتصادية وفق برنامج الإصلاح الاقتصادي عام 1978 في عهد الرئيس دينغ شياوبينج والمزاوجة بين اقتصاد السوق والاقتصاد الاشتراكي وتحقيق التكامل بين السياستين الداخلية والخارجية.

وإبداعكم لا مركزية المشروعات مقروناً بالاستقلالية الإدارية وحققتم معجزة التنمية الاقتصادية، أي الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ونعلم جيداً أنه لا يمكن تحقيق ذلك لولا إرادة الحزب الشيوعي الصيني.

ونتمنى في هذه الزيارة القصيرة أن نطلع أكثر ومن خلال الواقع المعيش على تجربتكم في هذا البلد العظيم، لأنها الزيارة الأولى لي لبلدكم الصديق.

وليس سراً أننا في الجمهورية العربية السوري نتعاطف مع صعود الصين الخارق، لأن تعدد القطبية في عالمنا الجديد يحمي شعوبنا من سطوة الولايات المتحدة الأمريكية ليس سياسياً وعسكرياً وثقافياً فق، بل كذلك ومن خلال التغلغل الاقتصادي، وسياسات الرئيس الأمريكي ترامب من خلال عقوباته الاقتصادية وحروبه التجارية وابتزازه للأنظمة والشعوب ومنها الصين خير دليل على ذلك.

 

أيها الرفاق!

إنني قادم من سورية العربية بلد الصمود والثبات في مواجهة الإرهاب الإمبريالي الرجعي ومن حقي أن أفخر وأعتز بشعبي وجيشه وقيادته وعلى رأسها سيادة الرئيس بشار الأسد الذي سطر نموذجاً وحقق المحال بصبره وقوة شكيمته وحكمته في دحر العدوان الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي وأتباعهم من الأنظمة الرجعية العميلة وقطعان الإرهاب التي دخلت بلدي من أكثر من مئة دولة.

وقريباً سنحتفل بالنصر مع أصدقائنا الذين دعمونا روسيا والصين وإيران وقوى المقاومة.

وعليكم أن تعلموا أننا بمحاربة ومكافحة الإرهاب عن بلدنا ودولتنا ليس منة، ولكننا دافعنا عنكم وعن جميع دول العالم من خطر الإرهاب البغيض الذي لا حدود له ولا صديق.

لكم تحيات شعب سورية الأبية!

الخلود لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا!

ولكم طيب الشكر والامتنان!

وكانت حفلة اختتام المؤتمر برئاسة السيد تشانغ جيانوي نائب مدير عام إدارة غرب وشمال إفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.. تلي فيها (إعلان هانغتشو) وهو البيان الختامي للمؤتمر.

ثم تحدث لمدة خمس دقائق كل من رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس جمهورية السودان ونائب رئيس مجلس الأمة الجزائري، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي ونائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وكانت جميع الكلمات مكتوبة ومرسلة للجانب الصيني، ومن كانت كلمته طويلة يختصرها شفهياً حسب الوقت المحدد.

وفي اليوم التالي حضرت الوفود العربية مؤتمر (الترويج الخاص بقصص الحزب الشيوعي الصيني- تجربة مقاطعة تشهجيانغ في تطبيق أفكار جينبينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد).. افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية لمعالي قوه يي تشو نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ثم عرض فيديو حول تجربة مقاطعة تشهجيانغ في دفع التنمية عالية الجودة، ثم جرى عرض القصص من قبل مسؤولين ومديري شركات صينيين، ومن مصر والباكستان ونيوزيلندا.

وختم المؤتمر بكلمتين لكبار المسؤولين الصينيين، الأول وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والثاني أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشهجيانغ، وبعد المؤتمر نظمت زيارة مقر مجموعة شركة علي بابا، ومركز الخدمات الإدارية والمدنية لمدينة مانغتشو.

كان الاهتمام واضحاً بالوفد السوري تمثل في حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة ودقة التنظيم والانضباط، ودقة تنظيم اللقاءات والزيارات الميدانية للعديد من المواقع الإدارية والحزبية والتاريخية.

كانت الزيارة مثمرة ومفيدة من خلال الحوارات والزيارات والاطلاع على التجربة الصينية الحزبية والإنمائية، ويمكن الكتابة لاحقاً عن بعض الرؤى والتجارب والمشتركات والاختلافات.

العدد 1104 - 24/4/2024