وعود حتى إشعار آخر

ولاء العنيد: 

وعود متتالية تُطرح على مسامع المواطنين حول خفض الأسعار والتحكم بالأسواق، ولكن إلى متى سيستمر انتظار تحقيق هذه الوعود؟ المواطن يعاني يومياً غياب رقابة وزارة حماية المستهلك على الأسواق، وهذا ما ينعكس سلباً على تأمين مستلزماتهم المعيشية وعلى أوضاعهم الاقتصادية التي أصبحت بيد التجار والمحتكرين واختلاف سعر صرف القطع الأجنبي.

في كل مرة تخرج وزارة حماية المستهلك وتضع خططاً وإجراءات إدارية تهدف إلى الحد من الغلاء واستغلال المواطن، لكن تبقى تلك الخطط ضعيفة أمام سطوة التجار والمحتكرين والمتلاعبين بسعر الصرف، فتعود الوزارة من جديد وتحاول رأب الصدع الذي وجد في خطتها بمحاولات يائسة لا تثمر. وتستمر محاولات التدخل في الأسواق ولكن دون جدوى تذكر، إذ إنها إجراءات إدارية يبقى تأثيرها لمدة زمنية قصيرة ولا يكون لها تأثير طويل المدى.

إن ما ينتظره المواطنون من وزارة حماية المستهلك ليس وعوداً بفرض سيطرة الوزارة على الأسواق وإجراءات إدارية رادعة للتجار تمنعهم لفترة وجيزة من تجاوز قوانين الحكومة ريثما يكتشفون فيها ثغرات أو تضعف شدة الرقابة.. ما يحتاجه المواطنون هو تدخل إيجابي وقوي على أرض الواقع وتحويل الوعود إلى خطوات عملية يكون لها تأثير كبير على الأسواق يصب في صالح المواطنين عن طريق التحكم أكثر بسعر صرف القطع الأجنبي ومنع التجار من التلاعب به وتحفيز التجار و الصناعيين على العمل والإنتاج، إلى جانب تطوير القطاع العام ليكون منافساً قوياً أمام القطاع الخاص يقف بوجه تغيرات الأسواق، ويشكل بديلاً مناسباً يلجأ إليه المواطن، ويستطيع إيقاف الاحتكار وصد هجوم تجار الأزمة ومنعهم من استغلال قوت المواطن السوري لبناء ثرواتهم وجني أرباحهم، وأن تستمر الجدية في مكافحة الفساد و محاربته وضربه بيد من حديد، فالمواطن السوري يعاني الأمرّين من الفاسدين والمتنفذين، وكل ما يريده هو أن يؤمن لقمة عيشه بكرامة بعيداً عن سطوة دواعش الداخل.

العدد 1104 - 24/4/2024