ليست كل النجوم برّاقة

وعد حسون نصر:

ليست كل النجوم براقة، هذه العبارة تندرج تحت ما يسمى نجوم الفن والكرة والرياضة بمختلف أشكالها، فمن منّا لا يبهره فنان أو لاعب ويبدأ بتقليده سواء بالتصرفات واللباس والكلام والشعر، أو حتى الطعام المفضل لهذا النجم، خاصة من هم في مرحلة الشباب من الجنسين، طبعاً وهذا ما جعل من شركات الإعلانات تستغل عواطف شبابنا لتصور لهم نجمهم المفضل يرتدي قميصاً من ماركة معينة يجعله أكثر وسامة والفتيات الجميلات لا تفارقه نتيجة هذا القميص، ونجم آخر من نجوم الكرة على سبيل المثال يشرب مشروباً معيناً ويصبح كالطائر في السماء لمجرد أنه رشف من هذا المشروب، هذا الشيء نفسه ينطبق على الفتيات كذلك حين تعجبهم نجمة معينة وتبدأ حياتهم معلقة برصد تصرفات ولباس وطعام هذه النجمة.. ليبقى لنا سؤال..؟ هل يا ترى هذا النجم أو هذه النجمة فعلاً هم القدوة وهم البريق الذي نستمد منه نور حياتنا..!!؟  بالطبع لا فالكثير والكثير من نجوم الفن والرياضة وحتى نجوم الأدب، للبعض منهم صورة مغايرة لواقعهم الحقيقي، وهم أشبه (بزهرة اللوتس جذرها بصلة وزهرتها فائقة الجمال).

واقع هؤلاء مغاير لما يصدره لنا الإعلان من خلال الشاشة التي تفصلنا عنها مشاعر وأحاسيس، لتحلّ بدلاً عنها الموجات، وطبعاً شتان ما بين الموجات والأزرار الإلكترونية وبين إحساسنا الملموس، وهذا ما يسقط به شبابنا العربي للأسف، إنه لا يفصل بين الواقع والإعلان لدرجة بتنا فيها نشاهد الكثير من شبابنا العربي بما فيهم الشباب السوري، نسخة عن نجمه المفضل من لباس وطريقة تصرفات وحتى اختيار الطعام، ولا يخفى علينا أن الكثير من نجومنا العالميين هم على أرض الواقع مدمنون على المخدرات، والأغلب من أصحاب الشذوذ الجنسي وحياتهم على أرض الواقع مغايرة تماماً لما يصدر ويصوّر لنا عبر الشاشة، فليعلم شبابنا أن هذه النجومية صنعتها كاميرات وشركات إعلان سعياً وراء الربح، مستغلة طيش الشباب والعواطف غير المستقرة، لتوهمهم بأنهم يمكن أن يصبحوا نسخة في الواقع، وبين الجميع وفي المجتمع عن نجمه بمجرد أنهم ارتدوا قميص هذا النجم وشربوا شرابه المفضل، ولكن لا يمكن أن نعمم فما زال البعض من شبابنا السوري يقف عند حدود القيم والفكر متجاهلاً تلك الشاشة المسطحة وما تصوره من إعلانات النجومية، متخذاً له خط سير مغاير رغم إعجابه بنجم ما، لكن يبقى هذا الإعجاب ضمن إطار الشاشة لا يخرج للواقع، لأن البعض من شبابنا السوري واقعه أعمق بكثير من ألوان الشاشة المنحصرة بقميص النجم، ورائحة ألمه الممزوج بدماء أصوله وأقرانه أقوى من عطر هذا النجم، ومرارة العلقم بشراب الواقع أكثر فعالية من شرابه، وإن كان هناك أشخاص تسرقهم لمعة هذه النجوم، فهم من أصحاب المخدة الناعمة والفراش الريش والأنامل الناعمة، هؤلاء لم يمرّ عليهم الألم وكانوا خارج الخسوف والظلمة، وبالتالي يبقى أن ندرك أنه ليست كل النجوم براقة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024