على هامش اللقاء ال14 العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية بيان عن اجتماع الأحزاب الشيوعية العربية

البدء بحوار وطني يشمل جميع الأطراف التي رفضت العنف والاستقواء بالخارج

 وقف التدخلات الخارجية

 اعتماد الحل السياسي والانتقال إلى الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية

 الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية

 

 

على هامش اللقاء الرابع عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، الذي انعقد في بيروت من 23 – 25 تشرين الثاني ،2012 عقدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية الموجودة، اجتماعاً خاصاً تباحثت فيه في القضايا التي تهم المنطقة، وبشكل خاص، كيفية العمل المشترك لمواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية، في طورها الجديد والخطير من قبل هذه القوى، بالتحالف مع القوى اليسارية والديمقراطية وقوى المقاومة المختلفة في العالم العربي.

وتوصل الاجتماع إلى الاتفاق على المواقف التالية:

1- تعتبر الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية واستمراراً لموقفها التاريخي أن قضية فلسطين، كانت ولا تزال رمزاً لعمق المخطط الامبريالي الذي ساهم في خلق الكيان المغتصب ارتباطاً بمصادرة الثروة العربية في بدايات القرن الماضي، والذي يعمل وفق هذه الأحداث الآن، لضمان هذه السيطرة ولتصفية القضية الفلسطينية، حفاظاً على دور الكيان الإسرائيلي وأمنه، وذلك في إطار المخطط الامبريالي الأمريكي الجديد بإعادة تكوين المنطقة، على قاعدة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.

وارتكازاً على هذا التحديد، حيّا المجتمعون، صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، خاصة في قطاع غزة التي حققت نصراً على العدو الإسرائيلي، باستهدافها للمرة الأولى عمقه الجغرافي.

واتفقت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية على ضرورة الاستمرار في دعم المقاومة بكل الأشكال المتاحة، واعتبارها أساساً في تدعيم الوحدة الوطنية الفلسطينية، والطريق الوحيد للتصدي لمؤامرة تجزئة القضية الفلسطينية وتكريس الانقسام على قاعدة إلغائها. حتى تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في حق العودة، وفي بناء دولته الوطنية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس. كما تدعم خيار الشعب الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.

2- جددت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، دعمها للتحركات الثورية العربية، المرتكزة على طموحات شعوبنا في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحقوق الوطنية للقوميات، وبضمنها الشعب الكردي، والتغيير في مواجهة المشروع الأمريكي وفي مواجهة تآمر وعجز وقمع الأنظمة العربية التابعة اقتصادياً وسياسياً لهذا المشروع.

وتجدد هذه الأحزاب، ثقتها بقدرة الشعوب العربية على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية، التي حاولت فيها الامبريالية الأمريكية مصادرة الانتفاضات واحتوائها وحرفها عن محتواها ومسارها الديمقراطي الاجتماعي، بالتحالف مع قوى داخلية تحت مظلة الإسلام السياسي، ووجهوا التحية بشكل خاص، لشعبي مصر وتونس، في المرحلة الثانية من انتفاضتهم الهادفة لاستعادة الطموحات والأهداف التي من أجلها انطلق فقراء وشباب ونساء تونس ومصر في حركتهم.

كما حيّا المجتمعون، انتفاضة شعب البحرين من أجل الدولة المدنية الديمقراطية والمساواة، وكذلك التحركات الشعبية من اليمن إلى الكويت والأردن والعراق ولبنان والسودان، في مواجهة محاولات القمع وانتقال الحروب الأهلية على قواعد الانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي، بعيداً عن الطموحات الحقيقية لشعوبنا التواقة إلى الحرية والكرامة والمساواة، وفي النضال من أجل التغيير الديمقراطي الجذري.

3- أكدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، على موقع الأزمة السورية الحالية وطريقة الخروج منها، في مواجهة المؤامرة الامبريالية الأمريكية والرجعية العربية، وفي تحقيق طموح الشعب السوري وحقه في بناء دولته المدنية الديمقراطية العلمانية.. واعتبروا أن سورية اليوم، تعيش مرحلة خطيرة، تهدد وحدة الكيان الوطني، ويدفع الشعب السوري ثمناً باهظاً بالأرواح والممتلكات والاستقرار..

وأخذاً بعين الاعتبار، نظرتهم المتكاملة للعوامل الداخلية للأزمة ولتعرض موقع سورية لهجوم امبريالي رجعي عربي واضح الأهداف، فإن المجتمعين اتفقوا على أن تجاوز الأزمة في سورية، هو همّ سوري أولاً وعربي ثانياً يجب أن ينطلق من حتمية الحوار الوطني السوري كأساس لأي حل وهذا يقتضي:

أ- وقف العنف والعنف المضاد فوراً وأشكال الاقتتال الداخلي كافة، من قبل كل الأطراف.

ب- البدء بحوار وطني يشمل جميع الأطراف التي ترفض العنف والاستقواء بالخارج.

ت- وقف التدخلات الخارجية التي تساعد على تفاقم الاقتتال الداخلي.

ث- إن تحقيق ذلك يؤدي تلقائياً إلى اعتماد الحل السياسي كحل للأزمة، والانتقال الديمقراطي نحو الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية.

ج- استمرار سورية في موقعها المواجه للامبريالية. وعلى هذا الأساس، أكد المجتمعون ضرورة لقاء القوى اليسارية والديمقراطية، في الدولة وفي المعارضة الوطنية، ليكون هذا اللقاء جسراً حوارياً ديمقراطياً، على أساسه وبالتوافق مع خطته يأخذ الديمقراطيون اليساريون السوريون موقعهم في توجيه الحوار الوطني وجعله ممكناً لإنقاذ سورية أولاً ولوضعها على طريق بناء دولتها المدنية الديمقراطية العلمانية المقاومة ثانياً.

4-  اتفق المجتمعون على عقد لقاء قريب جداً للأحزاب الشيوعية العربية وللقاء اليساري، يحدد موعده ومكانه في الأيام المقبلة.

 

الموقعون:

الحزب الشيوعي المصري، الحزب الشيوعي السوداني، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي الكردستاني-العراق، المنبر التقدمي الديمقراطي (البحرين).

العدد 1104 - 24/4/2024