أبحث عن جواب

لطالما سادت في هذا المجتمع عادات وتقاليد وترهات ليست ناجمة سوى عن جهل واضح. ومن هذه العادات الكثيرة الزواج المبكر وقوقعة المرأة على المستويين الاجتماعي والدراسي. وهذا قليل جداً أمام ما تعانيه المرأة من العنف الجسدي والنفسي، متناسين الدور المهم الذي تلعبه المرأة في هذا المجتمع، من تربية وتعليم وتأسيس أجيال. وبهذه الحال تكون المرأة كل المجتمع لا نصفه، كما يقال. يجب أن لا ننسى أن هذه الفتاة الصغيرة ستكون أماً يوماً ما لرجل مسؤول أو رجل دين أو عبقري أو فنان أو جندي يدافع عن تراب وطننا الغالي. ولكننا مع الأسف لا نلاحظ إلا عنفاً جسدياً أو أسرياً ونفسياً لهذه البذرة الصغيرة التي ستصبح يوماً ما شجرة تحمل ثماراً كثيرة، قد تكون ناضجة، وقد تكون مسممة. فيجب أن نراعي هذه البذرة و تربيتها حتى نحصل على شجرة سليمة صحيحة تحمل ثماراً مفيدة. وقد اعتادت نسبة من هذا المجتمع على تزويج بناتهم في عمر مبكر جداً دون أخذ رأيهن، وقد ينطوي وراء هذا الزواج عدة أمور، منها استغلال الأهل لزواج ابنتهم بحصولهم على مبلغ معين من المال، مقابل تقديم هذه الابنة الصغيرة لقمة سائغة لشخص قد يكون كبيراً في العمر، أو ذا سلطة أو صاحب مال. وهناك أيضاً مع الأسف نسبة من الأهالي يسعون إلى زواج بناتهم، وإلى فصلهنّ سريعاً عن أزواجهن، لكي يستغل الأهل هذه الابنة الضعيفة في أعمال منافية للقانون وغير شرعية. فيجبرون الابنة على العمل في بيوت الدعارة أو ما شابه ذلك لكسب الأموال فقط ناسين ضياع الشرف الذي هو شرفهم.
ومع الأسف رغم مع كل هذا العنف الذي تعانيه المرأة تتعرض أيضاً إلي أنواع عديدة من اغتصاب وضرب وشتم و ماشابه ذلك من أساليب دنيئة وضعيفة، ونستمر في الانحدار. فإلى متى سنبقى في هذه الحفرة صامتات تُمارَس علينا جميع أنواع العبودية؟ أريد جواباً.
 

العدد 1104 - 24/4/2024