في انتظار الأمان

أنا إنسانة تربت في هذا البلد الجميل المعطاء والمناضل في سبيل تحقيق احتياجات شعبه وتحقيق أعلى مستويات الرفاه والعيش الكريم. ومازال بلدي الحبيب يناضل، لكن لا لتأمين احتياجات شعبه ورفاهه، بل من أجل تحقيق الأمان الذي كان متوفراً بكثرة في هذا البلد.. فمنذ نحو سنة وتسعة شهور وجسد بلدي يُنتهك بأبشع أنواع الاغتصاب والقتل والضرب والعنف والخطف والتخريب. وليس هذا فحسب بل الانفجارات التي هدمت الكثير من معالم بلدي، فما من يوم يمضي على سورية الحبيبة إلا وتراب بلدنا يرتوي من دماء أبنائه الأبرار الذين همهم الوحيد الدفاع عن تراب هذا الوطن الغالي.. ولايوجد غاية للدمار الذي يمارس على سورية سوى تحويل بلدي الحبيب إلى جثة ضعيفة تنهشها طيور الغرب. فطيورنا لم تعتد نهش أجساد وطنها. ولكن مع الأسف في هذا الزمان هناك بعض الوطاويط الصغيرة والمشوهة والتي لاتنتمي لأي مكان ولازمان  خرجت عن نطاق الطبيعة فانتمت إلى العنف حتى لو مارسته ضد أجسادها.. أشكر الله أن قلوب السوريين قوية جداً تحدَّت وتحملت الكثير، وسنبقى ننظر إلى المستقبل بعيون يملؤها الأمل.

ولأني إنسانة عاشت في خضم هذه الأحداث سيبقى سلاحي الأمل، فمن المستحيل أن أدع اليأس يتسلل إلى قلبي برغم الخوف الذي رافق أيامي لفترة معينة ونحن جميعاً ننتظر الأمان.

العدد 1105 - 01/5/2024