أمهات نازحات

في عيد الأم هذا لا بدّ من الإضاءة على الأمهات النازحات واللاجئات، اللواتي ينلن من عنف اللجوء والنزوح ضعف ما يلاقيه غيرهم، فعليهن تحمّل ألم أفراد العائلة، إضافة إلى ألمهن الذي لن يسمع صوته أحد. فهي الزوجة التي عليها تحمّل عصبية زوجها ونكده وهمّه. فهو قد خسر عمله وبيته ورزقه، وسيضع ثقل كل هذا الهم عليها. فهي يجب أن تتحمّل كل ما يصدر منه وكأن الخسارة ليست لها بالقدر نفسه… ستتحمل حزن أطفالها وشغبهم والخوف عليهم وحدها فلا يمكنها أن تطلب العون من زوجها، أليس لديه من الهمّ ما يكفيه؟ ستتحمّل كل ثقل الجيران الشركاء لها في الغرفة، في المكان، وستصمت على التعدي على خصوصيتها. فعليها أن تتحمّل، وإلا فستصل بها الأمور إلى واقع أسوأ.

عامان وأنت تتحملين كل هذه المآسي، وقد ثقل عليك الحمل وكاد أن يكسر ظهرك ،  عامان وقد نسيتِ بها نفسك، وستنسَيْن وتضحين بكل ما تقدرين عليه لإسعاد كل من حولك، علّك تخففين عنهم المصاب..

وأنت من يخفف عنك؟ من يأخذ عن ظهرك قليلاً من هذا الهم والحزن؟

أمهات نازحات وسط كل هذا الدمار، يحاولن انتشال مَنْ حولهن، لأنهن نساء عليهن الصمت والتحمّل والتستر على أخطاء الجميع.

إليك كل كلمات الشكر والعرفان، لكن انهضي أنت بنفسك، فان لم تكوني بخير فالجميع سينهار، أنت لك أيضاً الحق في التعبير عن الألم والغضب والحزن. اصرخي لأن لصوتك قوّة، اصرخي لأنك أمٌّ تعلمين معنى الصرخة ما قبل الولادة..

العدد 1105 - 01/5/2024