طلاب عش الورور.. أمانة في عنق وزارة التربية

إن البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية المدمرة وغيرها يمكن أن يعيد بناءها الإنسان الواعي المثقف المتعلم، لذلك كانت هذه الحرب موجهة بوضوح لتدمير المجتمع عن طريق تخريب منظومة قيم الإنسان، كي يكون مخرج هذه الأزمة إنساناً ضعيفاً عاجزاً عن البناء والتطوير، ليس له أي دور في الحضارة الإنسانية لزمن ليس بقصير.

إن إخراج الكثير من المؤسسات التربوية و التعليمية خارج الخدمة، هو شاهد واضح على ما ذكرناه، كما إن إصرار الكوادر التربوية على سير العملية التربوية، برغم كثرة المعوقات، هو شاهد أيضاً على وعي تلك الكوادر لما يحدث وما ينتظر الوطن.

عش الورور، هو حي شعبي، يفصل بينه وبين دمشق حي برزة البلد، يبلغ عدد سكانه أكثر من مئة ألف نسمة. وطلاب هذا الحي أهم الروافد لمدارس برزة البلد ومساكن برزة.كذلك الأمر بالنسبة للكوادر التربوية. وهذا الحي لا يحوي أي مدرسة إعدادية أو ثانوية.. فحتى المدارس الابتدائية أخرجت من الخدمة نهائياً بسبب الأحداث، مما اضطر الكثير من السكان إلى إرسال أبنائهم إلى محافظات أخرى، والباقي أصبح خارج المؤسسات التربوية. وهذه النتيجة ليست ببعيدة عما يراد للشعب السوري.

لقد تسرب عن مكتب السيد مدير التربية في محافظة دمشق حل لهذه المشكلة، بفتح فرعين لمدرستين من المدارس (المغلقة أصلاً بسبب الأحداث في برزة)، وذلك باستئجار بيوت تستخدم غرفاً صفية، تكون التبعية فيها لإدارة المدرستين في منطقة برزة، وهذه الفكرة أقل من أن يناقش جدواها مع أي شخص يملك فكرة عن الإدارة المدرسية، فهي تشبه علاج المرضى القائم على جَلْدهم لإخراج الشيطان منهم.

مادام البناء المستأجر يصلح مؤقتاً لمدرسة، وعدد الطلاب كبير والكوادر التربوية موجودة، فما المانع من إحداث مدرسة باسم أحد شهداء الحي الذين تجاوز عددهم 200 شهيد عسكري، وعند انتهاء الأزمة ترمم إحدى مدرستي الثامن من آذار أو الفراهيدي، وتؤهل لتصبح ثانوية بالتوازي مع بناء مدارس ابتدائية. أليس إحداث مدارس جديدة هو رد علمي وعملي على الجهل والظلام، كما هو عرفان بالجميل للشهداء الذين سقطوا من أجل الوطن وتكريماً لأهلهم وذويهم.

العدد 1105 - 01/5/2024