اتحاد الطلبة: نحن ضد هذا القرار وسنعمل على طيه

رفع الرسوم الجامعية للتعليم المفتوح يثير استياء الطلاب

 

 قرار برفع الرسوم الجامعية للتعليم المفتوح من 3 آلاف ليرة للمقرر الواحد، لتصبح 5 أو 6 آلاف ليرة، وعلى نحو مباشر دون أي تدرج، ليصبح التعليم حكراً على الأغنياء دون الفقراء.. وبالطبع الحجج موجودة دائماً، فمثل من الحجج أن التعليم في سورية يعدّ أرخص في حال مقارنته مع الدول المجاورة، وأن المبالغ التي يدفعها الطلاب في سورية، سواء في التعليم المفتوح أو الموازي هي مبالغ رمزية جداً!

بالطبع تعدّ المبالغ رمزية، في حال كان دخل الأسرة يصل إلى مئة ألف ليرة في الشهر، لا أن يكون الدخل ثابتاً أو معدوماً والأسعار متحركة! ومن المبررات أيضاً أن انخفاض رسوم التعليم يؤثر على جودة التعليم، ونعتقد أن هذا الكلام مناقض للواقع، فها هي ذي الجامعات الحكومية والمدارس الحكومية المجانية تُخرج أفضل الأطباء والمهندسين والاختصاصين، ومن المبررات أيضاً أن وزارة التعليم العالي أرهقها ارتفاع الأسعار.. وكأن ارتفاع الأسعار أرهق التعليم العالي فقط ولم يرهق معظم المواطنين، وخاصة ذوي الدخل المعدوم..!

 

عضو في اتحاد طلبة سورية:

نحن ضد القرار وسنعمل على طيه

وما إن صدر القرار وعُمّم حتى أثار استياء جميع الطلاب، خاصة أن التعليم المفتوح كان ملاذاً آمناً للطلاب لتكملة مسيرة تعليمهم، في حال لم يحصلوا على درجات تخولهم تكملة تعليمهم في الجامعات الحكومية المجانية. ومن المعروف أن معظم الأسر تواجه ظروفاً اقتصادية ومادية صعبة، نتيجة الغلاء الكبير في المعيشة، والذي طال معظم السلع والمواد والخدمات، وليأتي التعليم ليدشن باكورة هذه الارتفاعات وينضم إلى القائمة أيضاً.

أجرت (النور) اتصالاً مع عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية عماد العمر، الذي أكد أن الاتحاد ضد قرار رفع رسوم التعليم المفتوح بهذه الدرجة، مشيراً إلى أن القرار يؤدي إلى ظلم الطلاب، وخاصة أنه سيشمل جميع الطلاب المستجدين والقدامى، إضافة إلى أن القرار يفرض على الطالب أن يدفع رسم المقرر بالكامل في حال رسب به، وقد كان سابقاً يدفع نصف قيمة الرسم، أي كان رسم المادة 3 آلاف ليرة، فلدى رسوبه فإنه سيدفع عن كل مقرر 1500 ليرة فقط، أما حالياً فإنه سيضطر لدفع كامل المبلغ الخاص بالمقرر في حال رسب به.

وأكد أن الاتحاد مع تحسين سوية التعليم برفع الرسوم، ولكن أن يتم بشكل منطقي، مؤكداً أن الاتحاد يعمل جاهداً على طي هذا القرار، وسيرفع مذكرة إلى وزارة التعليم العالي لطي القرار قبل البدء بتنفيذه، لأنه يضر الطلاب ويشكل عبئاً ثقيلاً عليهم، وخاصة في ظل الظروف الراهنة.

ورأى العمر أن مبررات رفع الرسوم عموماً هي نسبة التضخم البالغة 40%، مما أثر على القدرة الشرائية وعملت على رفع التكاليف الخاصة بالتعليم، ونؤكد أن الاتحاد ضد أي قرار لا يكون في مصلحة الطالب.

وبالنسبة للتعليم في الجامعات الخاصة أوضح عضو المكتب التنفيذي في اتحاد طلبة سورية، أن رؤساء الجامعات الخاصة كانوا قد طالبوا برفع الرسوم لتشمل جميع الطلاب المستجدين والقدامى، إلا أننا وقفنا في وجه هذا القرار وأصبح القرار يشمل الطلاب المستجدين فقط.

أما بالنسبة للتعليم الموازي فقد أوضح العمر أنه إلى الآن لا يوجد أي رفع لرسومه، ووُعدنا بأن لا تُرفع أبداً.

 

(فوق الموتة عصة قبر)..

والطالب يعيش في أزمة أيضاً..

واستطاعت (النور) الوقوف على آراء بعض الطلاب حيال القرار، إذ عبروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخرها حملة استنكروا فيها قرار مجلس التعليم العالي برفع الرسوم التي يجب عليهم دفعها للتقدم للامتحانات، وقاموا بتوزيع بيان على زملائهم في عدد من كليات دمشق وجهوه لوزير التعليم، ورأوا أن قرار رفع الرسوم ظالم وسيثقل كاهلهم، خصوصاً بوجود مجموعة كبيرة من الطلاب غير القادرين على دفع الرسم القديم، لتفاجئهم الزيادة وكأن (فوق الموتة عصة قبر)، وطالبوا في بيانهم وزير التعليم العالي بإلغاء القرار والنظر إليهم بعين الرحمة.

وقال أحد الطلاب: (البلد في أزمة، وأعتقد أن الفرد الذي يعيش في البلد المأزوم هو في أزمة أيضاً، فمن أين يمكن للطالب أن يأتي بالمال ليكمل تعليمه؟ كانت السنة ب 30 آلف ليرة، وحالياً ستصبح على أقل تقدير ب50 ألف ليرة، وهو مبلغ كبير، ومعظم الطلاب لا يملكونه، لذا نأمل عدم تنفيذ القرار والتراجع عنه).

في حين قال طالب آخر: (يقولون بأن رفع الرسوم ليس كبيراً، فإذا وُجد طالبان في التعليم المفتوح من أسرة واحدة، فإن الأسرة لن تستطيع أن تغطي تكاليف تعلمهما أبداً، حتى لو كان الأب والأم موظفَيْن).

وعبّر أحد الطلاب عن القرار بقوله: (أعتقد أن القرار سيطرد الطلاب من التعليم، وستزداد نسبة الجهل بين الشباب). وقال آخر: (لا أعلم ماذا أتكلم، ولكن ما نلمسه هو أن كل وزارة تقوم برفع الأسعار على هواها، والمتأثر الوحيد هو المواطن، فلا نسمع إلا بقرارات تخص زيادة الأسعار، ولم نسمع بقرار يخفض أي سعر إلى الآن).

وقال أحد الطلاب: (الشعب السوري يقف مع وطنه ويفديه بالروح، وهذا ما أثبته للعالم أجمع ويشهد به كل العالم، المطلوب اليوم أن تقف حكومة هذا الشعب معه، لكي يبقى قادراً على الصمود).

وكان مجلس التعليم العالي أقر رفع رسوم التعليم المفتوح من ثلاثة آلاف ليرة للمادة الواحدة إلى خمسة آلاف، عدا اختصاص المعلوماتية بجامعة البعث الذي نال القسط الأكبر من الزيادة فوصل إلى ستة آلاف ليرة للمادة.

وأصدرت وزارة التعليم العالي قراراً ينص على رفع الرسوم الجامعية لطلاب التعليم المفتوح، فأصبحت كمايلي:

300 ل.س، رسم سنوي لجميع الطلاب.

200 ل.س، رسم تسجيل لمرة واحدة للطلاب السوريين ومن في حكمهم.

700 دولار، رسم تسجيل لمرة واحدة للطلاب العرب والأجانب.

6000 ل.س، عن كل مقرر في اختصاص الهندسة المعلوماتية للطلاب السوريين ومن في حكمهم.

5000 ل.س، عن كل مقرر لباقي الاختصاصات للطلاب السوريين ومن في حكمهم.

300 دولار، عن كل مقرر في اختصاص الهندسة المعلوماتية للطلاب العرب والأجانب.

150 دولاراً، عن كل مقرر للطلاب العرب والأجانب.

5500 ل.س، للتدريب العملي للطلاب السوريين ومن في حكمهم.

300 دولار، للتدريب العملي للطلاب العرب والأجانب.

كما حُدّد الرسم المقرر للطلاب السوريين ومن في حكمهم من أعضاء نقابة المعلمين وأبنائهم والعاملين الدائمين في الوزارة المقبولين في نظام التعليم المفتوح 4800 ل.س عن كل مقرر نظري في اختصاص الهندسة المعلوماتية، و4000 ل.س عن كل مقرر نظري لباقي الاختصاصات.

وأشار القرار إلى أنه لا يطالب الطالب المسجل في نظام التعليم المفتوح بأية رسوم جامعية خلال العام الدراسي الذي لا يتقدم فيه إلى امتحان أي مقرر، ويطالب فقط بالرسم السنوي وقدره 300 ل.س فقط، ويعامل الطلاب حاملو شهادتَيْ الدراسة الإعدادية والثانوية السوريتين من أبناء لواء إسكندرون من الجنسية التركية والعرب معاملة الطلاب السوريين من حيث الرسوم.

ويحدد رسم المقرر للطلاب المحكومين من نزلاء السجون المسجلين في نظام التعليم المفتوح بنسبة 50 % من رسم المقرر، ويحدد رسم المقرر للطلاب المعوقين بنسبة 80 % من قيمة الرسم المقرر.

ويحدد رسم المقرر للطلاب من ذوي الشهداء بنسبة 50 % من قيمة الرسم المقرر، كما يعامل خريجو التعليم المفتوح المسجلون في دراسات التأهيل والتخصص من حيث الرسوم معاملة الطلاب المقبولين في نظام التعليم الموازي أو العرب والأجانب حسب الحال.

ويعامل الطلاب المسجلون في دبلوم التأهيل التربوي في نظام التعليم المفتوح من أعضاء نقابة المعلمين أو أبنائهم معاملة الطلاب من أعضاء نقابة المعلمين أو أبنائهم المسجلين في دبلوم التأهيل التربوي في النظام الموازي من حيث الرسوم.

ولم ينشر القرار بعد في الجريدة الرسمية بوزارة المالية، وهذا يعني أنه ليس نافذاً حتى اللحظة.

وكان وزير التعليم العالي قد صرح سابقاً مطالباً الطلاب ب(تدبير حالهم) لدفع الرسوم ليعود، في وقت لاحق إلى تأكيد أنه سيعاد النظر بالقرار، الأمر الذي ينتظره الطلاب بفارغ الصبر.

العدد 1104 - 24/4/2024