الـ«هيب هوب» في موريتانيا صرخة أمل

لم يكن مجال الفن في موريتانيا مفتوحاً على مصراعيه أمام كل صاحب موهبة صوتية أو موسيقية، بل ظلت أسر محددة تحتكره منذ قرون حتى يومنا هذا. لكن مؤخراً دخلت محاولات شبابية بقوة مجال الفن، متحدية كل التقاليد والأعراف.

ظلت الأسر الفنية التقليدية، المعروفة ب (يكاون)، ترتبط بتاريخ القبيلة وتحافظ على أمجادها، وأصبحت هي الذاكرة الفنية والاجتماعية للمجتمع الموريتاني. وما زالت العائلات نفسها تحتكر توارث مهنة الفن حتى اليوم. وزاد المردود المالي من تشبثها بهذه المهنة، طمعاً بالإكراميات التي يجود بها الآخرون في حفلات الزفاف والمناسبات السياسية والاجتماعية.

في المقابل، فإنّ شباباً كسروا القاعدة الفنية في المجتمع. فرقة (أولاد البلاد) لموسيقا (الهيب هوب) هي نموذج على قوة الإرادة والتحدي، لا لأنها نجحت في خلق جمهور واسع من الشباب وفئات اجتماعية أخرى فحسب، وإنما لقدرة أصحابها على الاستمرار في الساحة الموريتانية المحافظة باستخدام لون موسيقي دخيل على الموسيقا التقليدية المنتشرة في مختلف الأوساط.

العدد 1105 - 01/5/2024