دع القلق.. وابدأ!

لطالما شغل همُّ الوجودِ الإنسانَ اللاهثَ وراء النجاح.. العمل.. تحقيق الحلم.. في طريقه للوصول إلى السعادة..

وبين نية العمل والسعي وراءه للوصول إلى المبتغى، ثمة ما يعتري الإنسان من مشاعر مختلفة تشغل تفكيره كالخوف والقلق والحماسة.

وكلها أعراض طبيعية إن بقيت ضمن الحدود المقبولة لها كمظاهر عادية، يتعرض لها البشر في مسيرة حياتهم الزاخرة، بينما يحاولون تطوير مستوى معيشتهم بشكل أو بآخر.

و تماشياً مع الإيقاع السريع لحركة الحياة هذه الأيام، أصبح التوتر العصبي أو القلق سمة من سمات العصر.. فكيف نُعرّف القلق؟

إنه حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع خطر فعلي أو رمزي قد يقع ويصاحبه خوف غامض، وهو من أهم الاضطرابات النفسية التي تؤثر في حياة الفرد.

والقلق حالة نفسية فيزيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية وجسدية لخلق شعور غير سار يرتبط بعدم الارتياح والخوف أو التردد، كما أنه حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل، ويعد رد فعل طبيعي للضغط، وقد يساعد الشخص للتعامل مع الأوضاع الصعبة في العمل مثلاً أو المدرسة، وذلك بدفعه لمواجهة هذا الأمر.. وعندما يصبح القلق مفرطاً فإنه يندرج تحت تصنيف اضطرابات القلق.

وأهم أسبابه الخوف من الفشل والتفكير الدائم في المستقبل، أو الاهتمام الزائد بآراء الآخرين والظهور أمامهم بمظهر كامل، وقد يسببه التشاؤم واليأس المستمر، والتفكير المنقطع النظير في تطور الحالات المرضية الخفيفة، أو الخوف من الوقوع في الأزمات الحالية، والخسائر التجارية.

وقد تظهر أعراض القلق مصحوبة بآثار جسدية مثل خفقان القلب.. التعب.. الغثيان ألم في الصدر..ضيق في التنفس آلام في المعدة.. زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويمكن أن تشمل العلامات الخارجية كشحوب لون الجلد والتعرق، وثمة أعراض نفسية كالأرق.. الخوف.. صعوبة التركيز.. الشعور بالتوتر أو العصبية.

و لكن كيف يمكن أن نعالج القلق لدينا؟

إن أهم خطوة لعلاج القلق هي أن يدرك الإنسان القلِق أن لديه مشكلة، وأن يتنازل عن فكرة أن حياته يجب أن تكون مثالية، وعليه أن يرضى بوجود بعض العيوب.. إضافة إلى عدم كبت المشاعر باستمرار والتخفيف من الشعور بالذنب إلى جانب الثقة بالنفس وبالآخرين.. و محاولة التعبير عن المشاعر وتفهم حقيقة أسباب القلق.. ولتكن النظرة إلى الحياة مفعمة بالتفاؤل.. وحصر التفكير في أحداث الحاضر، وعدم افتراض ما قد يحدث مستقبلاً.

يقال.. تفاءلوا.. فالوقت الذي يقضيه المتشائم في التفكير يكفي المتفائل للوصول إلى القمة..

العدد 1105 - 01/5/2024