أين دور النقابات في دعم الشباب؟

بما أن النقابات هي عبارة عن تجمّع يمثل فئة العاملين لتحقيق أهداف ومصالح تخدم هذه الفئة بشكل منظّم، فمن المفروض أن تلعب دورها الحقيقي في دعم هذه المصالح وإلا فإنه لا معنى لوجودها.. فمنذ تأسست النقابات في العالم عُرفت على أنها تشكيل عمالي ينتظم في إطاره العاملون في منشأة معينة وفق قانون محدد يتم الاتفاق عليه، وأن العمل النقابي هو ممارسة يومية تحصل في إطار التشكيل النقابي، من أجل التعرف على المشاكل والمطالب العمالية ، والعمل وفق برنامج محدد في إطار النقابة لإيجاد حلول للمشاكل وتلبية المطالب المختلف وهو يهدف إلى تحسين أوضاع العاملين من النواحي المادية والمعنوية، وتحقيق كرامتهم ، من خلال السعي إلى رفع مستوى الأجور بما يتناسب مع متطلبات العيش اليومي، والسكن واللباس والخدمات الاجتماعية المختلفة كالتعليم والصحة والتنقل والترفيه… إلخ. عن طريق التعويضات المختلفة ورفع مستواها، و توفير الحماية الاجتماعية للعاملين وأسرهم، وضمان الحصول على تقاعد مناسب، وتوفير التأمين على الأخطار المختلفة إضافة إلى رفع مستوى تثقيف العاملين وتأهيلهم، وجعل العلاج الصحي في متناول جميع العاملين وتوفير السكن باعتباره ضرورة اجتماعية ملحة، وأن يتوفر على شروط الإقامة المريحة، وتمكين العاملين من رفع مستواهم الثقافي عن طريق تمكينهم من ممارسة النشاطات الثقافية في أماكن العمل التي يجب أن تتوفر على بنيات تحتية مناسبة، إضافة إلى تشجيع الإنتاج الثقافي في المجتمع ككل مما يساعد على نمو المكونات الثقافية نمواً سليماً يتناسب مع ما يقتضيه العصر.

مما سبق يتضح التقصير في مجمل النقابات في سورية، وهذا يبدو واضحاً من الأصوات التي تطالب بدعم هذه النقابات ومساندتها، خاصة للشباب المنتمين إليها، وهم الآن في وضع اقتصادي حرج يتعلق بالأزمة ككل. فهم مازالوا في بداية الطريق وخاصة المتفرغين للعمل الحر كالمحامين والمهندسين والأطباء والفنانين وغيرها.  وقد وصلتنا العديد من الشكاوي تطالب بتفعيل دور النقابات في سورية. فالمهندس الذي يعمل بمفرده في مكتب خاص يشتكي من ندرة العمل وابتعاد النقابة عن دعمهم، لا بل هي تطالبهم بالاستحقاقات، فبعض المهندسين لم يصل إلى جيبهم منذ عامين إلى الآن أي مبلغ يذكر، وهم الآن يعيشون على ما جنوه في سنوات ماضية، وربما هم أكثر العاملين المتضررين، لأن من يبني الآن لا يرخّص وهو يعمل دون استشارة مهندس فلا رقيب ولا حسيب. وطبعاً المأساة تطول كل العمال والمهنيين الذين يعيشون في سورية، فمورد الدخل بحالة مزرية ولم تأخذ أي نقابة دورها في دعم المنتسبين إليها، مع أن دورها الأساسي هو الدعم في الأزمات وحماية المنتسبين إليها من أي خطر اقتصادي أو اجتماعي..

لذلك نناشد ونطالب النقابات بتفعيل دورها ودعم الشباب -ات على وجه الخصوص، بمشاريع خاصة أو تخصيص مورد مالي يحميهم على الأقل من خيارات الهجرة أو العمل في أعمال لا تتناسب واختصاصاتهم، فذلك على المدى البعيد يؤذي المجتمع والاقتصاد، وينتهك حقوقهم الإنسانية.

العدد 1105 - 01/5/2024