أرني وطنتيك فأؤمن!

(موطني موطني

الجلالُ والجمالُ والهناءُ والرجاءُ

في عُلاك في عُلاك)..

(بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب).. (كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي).. (المجد معمرها، المجد مزنّرها)..

(سورية يا حبيبتي أعدتِ لي كرامتي أعدتِ لي حريتي)..

(بتخلص الدني وما في غيرك يا وطني بتضلك طفل زغير)..

كلمات وعبارات من أغانٍ وطنيةٍ حفظناها عن ظهر قلب ، نرددها في الأفراح والأتراح الوطنية تعبيراً عن حبنا وانتمائنا لوطننا، بأرضه وسمائه، فنموت نموت ويحيا الوطن… جميلٌ هو حب الأوطان، وعميقةٌ ومتعددةٌ هي أسبابه.الوطن والوطنية والمواطنة كلمات تعلمناها ودرسنا معانيها ومفاهيمها في كتبنا المدرسية، و(الوطنية) هي الكلمة التي تعبر عن حب الوطن والعمل من أجله. ذلك أنها تبدأ بالعمل والعطاء له بدءاً من العائلة والمدرسة وصولاً إلى المجتمع، ستقولون ربما ما لنا ولكِ عدنا إلى دروس القومية؟

نعم، هي هكذا صدِّقوني! لأن قصة حبنا لوطننا هي قصة عملنا من أجله. فهناك من خسر بيتاً أو باباً للرزق ، فقَدَ يداً أو عيناً، ابناً أو ابنة ويقول: (فِدا الوطن). ونحن لنسأل أنفسنا: ماذا قدمنا؟ وماذا سنقدم فداءً له أيضاً؟ ماذا سنقدم لسورية التي نحبها ونصارع الجميع من أجلها؟

لأن الوطن تعب من مواقفنا السياسية واستعراضاتنا للوطنية، فهي لن تجديه نفعاً لا بل هي كمن يضع على الجرح ملحاً! فنحنُ اليوم بحاجة إلى وقفة مع ذواتنا ، وقفة مع دوافعنا التي تحرك توجهاتنا ومواقفنا الشخصية والسياسية لنهذّبها ونعيدها إلى سكة الوطن؟ وأيضاً لماذا لا نضع جانباً نقمتنا على الآخر المختلف عنا بمواقفه وآرائه ونعمل من أجل سورية التي نحبها ونؤمن بها؟

فالوطنية بالشعر والنثر وبالعمل، بالفخر والاعتزاز وبالعمل، بالشعور والحماسة وبالعمل، بالروح والدم وبالعمل.

وهل لنا جميعاً أن نشرق وطنية، أن نشرق سورية، أن نضيء بحضورنا وعملنا وإنجازنا.

أكنا أينما كنا، في الداخل أم في الخارج لا يهم ،المهم أن نثبت في أرضنا الحقيقية ، أن نثبت في هويتنا السورية ونشرق سورية.

فكما يقول المثل (الدين معاملة) ويمكن القول إن (الوطنية معاملة). فلنكن كل في مكانه وحسب عمله وقدرة تأثيره (طالباً، أستاذاً، طبيباً، عاملاً، فراناً…) لنكن سوريين حقيقيين وكفى!

وأخيراً أذكر يوم قال توما الرسول للسيد المسيح: (أرني يديك وجنبك فأؤمن) ليتأكد أنه هو المسيح.

وأنا أقول اليوم: (أرني وطنيتك فأؤمن).. أؤمن بالحياة أكثر ، بالإنسان أكثر ، بوطني أكثر وأكثر…

العدد 1105 - 01/5/2024