«فكرتك اليوم… مشروعك بكرا»!

عنوانٌ يدلُّ على أنه من الممكن أن تجعل من أحلامك وإبداعاتك مشروعاً حقيقياً. نعم، إنه لممكن، فلكل إنسان قدرة على أن يخطط لحياته المهنية بطريقةٍ محددة وقابلة للقياس والتحقيق وواقعية ومحددة بزمن. وبهذا التخطيط يستطيع أن يبدأ مشوار الألف ميل بخطوة… وهذا ما تساعد بتحقيقه عيادات العمل – جامعة دمشق من خلال ورشتها التدريبية التفاعلية – تأسيس مشاريع صغيرة (Start Ups).

ورشة (تأسيس المشاريع الصغيرة) هي عبارة عن جزأين: 1 و،2 ولكل جزء منها أهميته الخاصة. فبالورشة الأولى يتعرف المستفيد على ماهية ريادة الأعمال وأهميتها من تحقيق نهوضٍ اقتصادي للبلد وتخفيف بطالة وما شابه.. ويتعرف على سلبيات ريادة الأعمال وإيجابياتها من تحمّلٍ كامل لعبء العمل إلى احتمالية كبيرة بالتطور المادي والاقتصادي لرائد الأعمال، ذي الفكرة المتميزة والعمل الخلاّق. ويتعرف أيضاً المستفيد على المعوقات الداخلية والخارجية التي تحيط برائد الأعمال من سوء إدارة إلى القوانين غير المساندة لمؤسسي المشاريع الصغيرة. كما يتعرف على صفات رائد الأعمال الباحث والقيادي والمفاوض الجيد. كما يقوم المدربون بإدخال المستفيدين في جو المشاريع، وكيفية أخذ تفاصيل معينة بعين الاعتبار، ومن ثمَّ وضعهم ضمن لعبة سوق ليتعرفوا أكثر على تفاصيل قد لا تخطر في بالهم. وطبعاً سيتعرض المستفيد لعصفٍ ذهني يجعله رائداً قادراً أن يجعل من فكرة مصدراً للكثير من المشاريع الصغيرة، ومستغرباً ما هي كل تلك الأمور التي يمرُّ بها رائد الأعمال والتي إن فكّر فيها قليلاً فإنه يجد أنها ما هي إلا مجرّد نقاط صغيرة يمكنه تداركها ببساطة، إن درس مشروعه بطريقة فنية وتسويقية ومالية جيدة.

وأما تلك الطرق، أي الفنية والتسويقية والمالية، فهي محاور الجزء الثاني من ورشة تأسيس مشاريع صغيرة Start Ups 2، التي يتعرف المستفيد من خلالها بطريقة أعمق على كل محور، بطريقة تفاعلية ومرنة لا تحوي تعقيداً أو صعوبة، بل على العكس تماماً سيكون متفاعلاً ومشاركاً في كل الخطوات تحت إشراف مدربين مختصين. وفي هذه المرحلة سيخضع المستفيد أيضاً لتقوية مهارات التفاوض والإلقاء لديه، وكيفية التعرف على المنافسين، وما شابه من أمور ستهمّه في مشوار الألف ميل. ومن بعد هذه الورشة سيكون قادراً على ملء استمارة البنك الذي اتفقت معه عيادات العمل ليقدّم قروضاً خاصة بمستفيديها الذين يملكون خطة مدورسة وفكرة رائدة وعملاً سيتطور، والمميز في قروض بنك المشاريع الصغيرة هو أن فوائده لا تتجاوز ال 15,1 % وهي نسبة ضئيلة وممتازة للأشخاص الذين يبدؤون بمشروعهم الصغير، وهم غير قادرين على أخذ قروض من بنوك أخرى بسبب ارتفاع الفوائد فيها. لذا ساعدت عيادات العمل جامعة دمشق مستفيديها بتقديم تلك الخطوات المهمة ليستطيع كل منهم أن يجعل من فكرته مشروع الغد، ذلك أنها أولاً قدمت له ورشة تدريبية مجانية ليتعرف أكثر على ريادة الأعمال، وعلى كيفية القيام بمشروعه الخاص على أساس دراسة متقنة، ثمَّ تأمين بنك لقروض المشاريع الصغيرة يتوافق مع قدرة صاحب المشروع تسديد ما عليه.

على كلِّ فردٍ منا أن يكون حاسماً وجريئاً في الكثير من قراراته، وأن يكون مجازفاً بوعي وإدراك، فلا يفقد الحماس ولا يخاطر بشكل سلبي، بل يكون واثقاً بأنه يستطيع،  بدراسة صغيرة ومتقنة لفكرةٍ صغيرة، أن يذهب نحو أفقٍ كبيرٍ من نجاح وتألق واستثمار. فما عليك يا رائدنا المبدع إلا أن تتجه نحو عيادات العمل في جامعة دمشق، فتأخذ أفكارك معك أو تحاول هناك مع أول الطريق أن تجد لك فكرة مبدعة، عن طريق الكثير من النقاش والمتعة والفائدة، فأنت بحاجة إلى أن ترسم طريقك بقلمك وتجعل من أفكارك واقعاً، ولوطنك الحق أن تساعده بتخفيف وجع أبنائه، حين سيجدون من أفكارك عملاً أو يلبّون بها حاجةً… ولكلّ فردٍ من وطنه نصيب.

العدد 1105 - 01/5/2024