كسب إلى حضن الوطن… ملاحم كسب تثير الإعجاب والعجب

تحية إلى أبطال جيشنا العربي السوري وهم يتصدون لأشرس هجمة إمبريالية استعمارية صهيونية إرهابية في القرن لحادي والعشرين، وتحية إلى شعب سورية الأبي الصامد أهل الجيش العربي السوري، آبائه وأمهاته، إخوته وأخواته، أولاده وبناته.

أكثر من 83 دولة والمئات والآلاف من التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وبدعم مالي خيالي وصل إلى آلاف المليارات، وتجنيد كل مجرمي العالم للقتال في سورية ضد الدولة السورية الوطنية وشعبها المناضل وقيادتها المقاومة.. فها هي ذي سورية اليوم تضحي بخيرة أبنائها على مذبح مكافحة الإرهاب ومن أجل سلامة الوطن والعزة الوطنية والإباء والشموخ واستشهد الآلاف من أبطالها، مدنيين وعسكريين في سبيل حماية وحدة سورية وسلامة أراضيها والحفاظ على الدولة الوطنية المقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية في دول الخليج وتركيا المتعثمنة بقيادة أردوغان. لقد استبسل أبطالنا في كل مواقع القتال وستروى آلاف الحكايات والروايات عن بطولات شعبنا وجيشنا وتضحياتهم.

انتصار الجيش السوري في كسب يذكّرنا بالأحداث المشابهة التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية صيف عام 1944 عندما كان الجيش الأحمر السوفييتي البطل يخوض معركة تحرير الإنسانية من الفاشية والنازية، في منطقة تشبه منطقة كسب بسهولها وجبالها والغابات الكبيرة جداً في جنوب أوكرانيا حيث كان الألمان يسيطرون على ذلك القسم، ويحشدون بشكل سري الكثير من القوات والعتاد هناك… لكن هذه التحركات لم تكن معروفة بالنسبة للسوفييت، أي عدد تلك القوات والمشاة والدبابات.. إلخ وماذا سيفعلون ومتى سيهجمون…؟! ومن أجل معرفة كل ذلك، أرسلت قيادة الجيش الأحمر عدة دوريات عسكرية استطلاعية، إلى عمق العدو، وكانت هذه المجموعات للأسف تموت وتختفي وينقطع الاتصال بها قبل أن تتمكن من معرفة خطط العدو وأسراره.

وقد جسد هذه الملحمة الكاتب الروسي العظيم (إيمانويلا كازاكيفيتش) بروايته الخالدة بعنوان (النجمة)، وكانت آخر الآمال معقودة على الملازم ترافكين ومجموعته المؤلفة من 6 أشخاص، فهم ذهبوا لتنفيذ المهمة واستطاعوا أن يعرفوا كل التفاصيل ويرسلوها عبر أجهزة اللاسلكي إلى القيادة ويسقطوا جميعهم شهداء من أجل استقلال الوطن والدفاع عنه ضد أعتى قوى الشر في العالم… واستطاع الجيش الأحمر بعد ذلك حسم المعركة وصنع الانتصار العظيم. وهاهم أولاء أبطالنا السوريون في كسب في جبالها وسهولها ووديانها وغابات الفرلق يلقنون العدو الإرهابي ومن يدعمه في تركيا دروساً لن ينساها : في النقطة (45) وجبل النسر ومنطقة النبعين والسمرا… الخ، وينتصرون… فها هو الملازم أول علي والمجند عمر والمساعد حسن والرقيب إلياس والملازم المجند كاوى والمتطوع في الدفاع الوطني هلال، وأغوب وكيفورك ودرباس وعلي ومحمد وبدر ومعاذ وعكرمة وأمجد وغيرهم.. إلخ.

كلهم هبوا للدفاع عن كسب وأهلها الطيبين المسالمين ولحمايتها من بطش وإجرام خفافيش الظلام وجنود ابليس أوردغان وحمد وبني سعود وصهيون، وحرروها.

لقد وحّدت كسب سورية كما وحّدتها من قبل نبّل والزهراء وخان العسل وبارودا والحفة ومعلولا وجرمانا وبابا عمر ويبرود وقلعة الحصن.

لقد انتصر الشعب السوفييتي العظيم على ألمانيا وقدم أكثر من عشرين مليون شهيد من خيرة أبنائه وحرر العالم من جماعات الإرهاب في تلك الفترة من القرن العشرين، وها هو ذا اليوم جيشنا العربي السوري البطل وشعبنا السوري يقدم مئات الآلاف من الشهداء وملايين الجرحى والمهجرين من أجل تحرير سورية من هؤلاء الفاشيين والإرهابيين الجدد، ليتحرر العالم منهم في القرن الحادي والعشرين.

مبارك النصر في كسب، مباركة عودة كسب إلى حضن الوطن.

تحية إلى أرواح شهداء كسب وشهداء سورية وشهداء العالم الذين سقطوا من أجل تحرير الإنسانية من رجس الإرهاب القديم والجديد.

العدد 1105 - 01/5/2024