إخفاقات كرويّة وثقة رئاسية

لم تتوقع ديلما روسيف رئيسة البرازيل حتى في أسوأ كوابيسها أن يهزم فريق بلادها في المونديال بهذه الطريقة، وهذا ما علّقت به عند نهاية المباراة بين البرازيل وألمانيا في مقابلة مع CNN، فقد نشر على موقعها بالعربية: (لم أحلم بتلك النتيجة.. كوابيسى لم تصل إلى هذا الحد، ولم تكن بهذا السوء).

لكن تلك الهزيمة لم تضعف إيمانها بقوة أبناء بلدها ومقدرتهم على النهوض من جديد لتعتبر أنّ هذه الخسارة ما هي إلا تحدّ من التحديات التي يواجهها أبناء شعبها الذين اشتهروا على مدى عقود بعبقريتهم الرياضية ومقدرتهم على جذب الأنظار والقلوب للعبتهم المميزة التي صنعت منهم حلماً لكل لاعب كرة قدم في العالم وخاصة بلدان العالم الثالث التي تغيب عنها الكاميرات إلا بذكر ما فيها من حروب ومجاعة وفقر وجريمة، لكن البرازيل كانت دوماً تجذب إليها الأضواء والإعجاب ، وهذه الهزيمة الكروية لم تثقل على عاتق روسيف بل بقيت بإيمانها الراسخ تثق بالمقدرة على النهوض من جديد (القدرة على النهوض من الهزيمة هو صفة وميزة يمتاز بها منتخبنا الوطني العظيم).

أمّا ردات فعلها وتصرفاتها فلا تعدو أكثر من كونها مشجّعة من المشجعّين ومشاعرها متشاركة بها مع الجميع، هي مشجعة في مكان ورئيسة في مكان فرئاستها لم تمنعها من أن تعيش باقي أدوارها في بلدها كأي مواطنة عادية وهي كمواطنة ورئيسة تؤمن أنهم سيتغلبون على التحديات:

(أنا كمشجعة أشعر بالأسف العميق لأنني أتشارك ذلك مع جميع المشجعين، لكننا في بلدنا قادرون على التغلب على التحديات). وحتى الخسارة الأخيرة التي جعلت من البرازيل في المرتبة الرابعة في المونديال، صفقت لها، فالروح الرياضية تحتّم تحيّة الفائز وهذه هي الروح التي يتمتع بها شعب البرازيل بأكمله ودول كثيرة أدركت أهمية تنمية شعوبها بدءاً من تنمية الإبداعات الفردية والجماعية سواء رياضية أم موسيقية أم فنيّة.. والأهم من كل ذلك الإيمان بالشعب القادر دوماً على النهوض من جديد.

العدد 1104 - 24/4/2024