مهرجان الشعر الشعبي والربابة الأول في السويداء

يقول الأديب اللبناني: (ليس هناك شاعر فصيح وشاعر شعبي، هناك شاعر).

 لعل الأدب الشعبي وما يحمل من موروث تاريخي يحمل في طياته حكاية الأهل والأجداد وسير الثوار والأبطال كان الأبرز في إبداع الشعراء الشعبيين شعراء الكلمة وآلة الربابة، ربما كان هذا ما دفع مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة إلى إقامة مهرجان السويداء الأول للشعر الشعبي والربابة على مدار ثلاثة أيام على مسرح مديرية الثقافة بالسويداء، إذ تم تكريم الشاعرين فهد الحسين ويحيى القنطار على تميزهما في نقل المورث الشعبي وتوثيق شعر الثورة السورية الكبرى بالغناء على آلة الربابة، فأقيمت في اليوم الأول منه إضافة لفعاليات الافتتاح أمسية شعرية لعدد من شعراء الكلمة والربابة، وفي اليوم الثاني أقيمت ندوة حول الشعر الشعبي وآلة الربابة، شارك فيها باحثين في هذا المجال، أدارت الندوة الآنسة أحلام الترك، ثم تخللها أمسية شعرية لشعراء شباب، أما في اليوم الثالث والأخير فكان لشعر شعراء الكلمة والربابة وقعاً مميزاً في نفوس الحضور واختتام فعاليات المهرجان..  

الشاعر ز فهد الحسينس أوضح في يوم تكريمه أن التكريم لفتة كريمة من قبل وزارة الثقافة، ويأتي تتويجاً لمسيرة فنية شعرية دامت ستة عقود تخللها إبداع ألحان لأنواع الشعر الشعبي وتوثيق التراث الشعبي وغنائه على آلة الربابة، خاصة الشعر الذي دون ووثق أحداث الثورة السورية الكبرى من خلال شعر المجاهد «زيد الأطرش»، وغيره من الشعراء الذين قدموا كل ألوان تراث المنطقة الجنوبية وما حملته باديتها وقراها ومدنها من قصص تحمل العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وقد تنوعت الألحان التي قدمها في ذلك من بحور الشعر الشعبي الهلالي والصخري والهجيني والمسحوب، ومن الاألحان لون الشروقي الباسلي الذي يعتبر فهد الحسين الأبرز في تقديم هذا اللحن بين شعراء الربابة في المنطقة الجنوبية وربما في سورية.

كذلك أشار الأستاذ زتوفيق الأمامز معاون وزير الثقافة إلى أن الأدب الشعبي ساهم بشكل كبير في التوثيق، ولعب دوراُ كبيراً أثناء مقارعة المستعمر في شحذ الهمم وشد العزائم، كما ساهم هذا الشعر أيضاً في تشكيل وجدان جمعي ولون تراثي نفتخر به، فنرى تلك الأغاني التي مجدت بطولة هذه المحافظة شأنها شأن كل محافظات هذا القطر، وما قدم من شعر مغنى على آلة تمثل جزءاً من التراث السوري وهي آلة الربابة، قد وثّق لحظات الفرح والنصر والحزن لأوقات مصيرية عاشها هذا الوطن الغالي، ونحن سعداء بهذه الخطوة التي تأتي في ظل مهرجان يقام لأول مرة في محافظة زالسويداءس الغنية بمثل هؤلاء الشعراء، حيث تم تكريم الشاعرين فهد الحسين ويحيى القنطار اللذين تميزا بأدائهما الجميل وقدرتهما على تقديم نفسهما كفنانين شعبيين لا يقلان أهمية عن غيرهما من الفنانين، والتكريم هو عبارة عن شهادة تقدير ومبلغ مالي يعبر عن مدى الامتنان لعمل هؤلاء المبدعين.

تخللت المهرجان خطوة جميلة ساهمت في إظهار الموروث الشعبي من خلال المعرض الفني للصور الوثائقية، وعرض فني لفرقة العاديات للدبكة الشعبية، مع وصلات غنائية على آلة الربابة.. السؤال: هل يمكن ان يصبح الأدب الشعبي مقرراً جامعياً كما هو في الجامعات العربية المماثلة مثل مصر على سبيل المثال؟..

وعلى صعيد آخر فإن الفعاليات الاجتماعية، وبضمنها القائمون على العمل في الكنيسة ومشيخة العقل في السويداء، تعمل على نشر ثقافة الإبداع وتكريم المبدعين من فئات مختلفة في الشعر وفي العمل الإنساني تجسيداً للعيش الوطني الحقيقي بين أفراد المجتمع.

العدد 1104 - 24/4/2024