كي لا ننسى: النقابي جميل الشيخ عثمان

بتاريخ 24 آذار 1993 توقف قلب الرفيق النقابي جميل الشيخ عثمان، في أحد مشافي حمص، وذلك بسبب مرض رئوي، وقد شيعته مدينة حمص بجنازة مهيبة ضمت جمهوراً غفيراً من أبناء المدينة بمختلف طوائفها واتجاهاتها السياسية ونقاباتها العمالية.

ولد الفقيد في مدينة حمص من عائلة عمالية كادحة، وبعد المدرسة عمل في مطعم، وما لبث أن أصبح نقابياً نشيطاً. وفي عام 1942 أسس مع رفاق له نقابة عمال ومستخدمي الفنادق والمطاعم والمقاهي في حمص، وساعد بعد ذلك في تأسيس عدد من النقابات العمالية الأخرى في المدينة.

وقاد في عام 1943 إضراباً ناجحاً لعمال المقاهي في حمص، حقق عدداً من مطالبهم المتعلقة بالأجور وساعات العمل.

في عام 1945 انتخب الفقيد جميل الشيخ عثمان في المؤتمر النقابي الذي عقد في دمشق عضواً في الوفد الذي مثل النقابات السورية في المؤتمر التأسيسي للاتحاد النقابي العالمي.. كما اشترك في عام 1946 في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، وكان عضواً في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الذي صاغ المطالب الأساسية للعمال في سورية، وقدمها للحكومة لإدخالها في قانون العمل رقم 279.

انضم الرفيق جميل الشيخ عثمان إلى الحزب الشيوعي في أواسط الأربعينيات، وأصبح عضواً في اللجنة المنطقية في محافظة حمص، واعتقل في ظل حكم حسني الزعيم وخرج من السجن صامداً، ثم كلف بمهمات قيادية كثيرة في الحزب، وعمل في قيادة منظمة دمشق وفي محافظات أخرى.

تابع نشاطه الحزبي والنقابي طوال حياته، ورغم تقاعده عن العمل، كان يدعى إلى كل المؤتمرات النقابية التي تعقد على نطاق محافظة حمص، وكان يلقي فيها مداخلات يعرّف فيها النقابيين الجدد عن تاريخ الحركة النقابية في حمص وفي سورية ونضالاتها.

بقي حتى آخر يوم من حياته مرتبطاً بحزبه وعاملاً على تقويته، ومؤمناً ومتمسكاً بالمبادئ الاشتراكية، عاملاً من أجل تقدم وطن وشعبه اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

العدد 1104 - 24/4/2024