في مواجهة العدوانإجراءات تصلب صمود الشعب السوري

صحيح أن دماء السوريين نزفت منذ بداية الأزمة السورية قبل عامين ونيف، وصحيح أيضاً أنهم تعرضوا للتهجير القسري وفقدان السكن، وعانَوْا كثيراً لتأمين مستلزمات استمرارهم، لكن بوادر العدوان الأمريكي الظالم الذي تبيّته الإمبريالية الأمريكية ضد سورية، وضعت جماهير الشعب السوري أمام استحقاق تتضاءل أمامه أحزانهم الكبرى، وهمومهم المستمرة.. فصمودهم وصمود سورية في مواجهة العدوان الأمريكي الذي يستهدف تدمير دولتهم واستباحة ثوابتهم الوطنية، له الأوّلية اليوم.. إنه الواجب الوطني الذي لم يُقصّر شعبنا في أدائه في الماضي، ولن يقصر اليوم.

المطلوب اليوم من الحكومة أن تتخذ الإجراءات السريعة والعملية لمساعدة المواطنين على استمرار الصمود، ومواجهة العدوان. وحسب اعتقادنا فإن أهم هذه الإجراءات:

1- السهر على تأمين المواد الأساسية اليومية للمواطن كالخبز والدواء والمواد الغذائية، وخاصة ما يتعلق منها بالأطفال. ولا نعتقد هنا أن الاعتماد على الأفران في توزيع الخبز يكفي لحصول المواطن على الرغيف، لذلك نرى تسيير سيارات خاصة لتوزيع الخبز على الأحياء، لتخفيف الازدحام على الأفران الحكومية، والعمل على مراقبة المخابز الخاصة وتحسين أدائها للتخفيف من العبء الذي تتحمله الأفران الحكومية.

2- إن توفر مخزون جيد للمواد الغذائية والأساسية الأخرى، يشعر المواطن بالطمأنينة، وهنا نقترح على الحكومة تسيير سيارات المؤسسة الاستهلاكية لتجوب الأحياء السكنية، لتجنب الازدحام وتنقل المواطنين في ظروفنا الصعبة، والإعلان الدائم عبر وسائل الإعلام عن توفر المخازين لأهم السلع الاستهلاكية.

3- الإعلان عن مواعيد توزيع المواد الغذائية على المواطنين التي قررت الحكومة دعمها: البرغل، والشاي، والزيت، والسمنة، إلى جانب السكر والرز، لتعزيز الثقة عند المواطنين بإجراءات الحكومة المساعِدة للفقراء ومحدودي الدخل.

4- مساعدة المنتجين الكبار والصغار على الاستمرار في عملية الإنتاج رغم الظروف الاستثنائية، وتأمين مستلزمات الإنتاج، وخاصة للمواد الغذائية والاستهلاكية.

5- تأمين منظومة الإسعاف السريع لتكون جاهزة لتلبية نداء الموطنين، والإشراف المباشر على جاهزية المشافي الحكومية والخاصة، والمراكز الصحية لاستقبال الحالات المرضية والإسعافية الطارئة.

6- مراقبة الأسواق مراقبة يومية، والحرص على وقف كل شكل من أشكال الاحتكار والاستغلال، وتسهيل انسياب السلع إلى الأسواق دون صعوبات.

7- حماية أملاك المواطنين ودورهم وما فيها من الاستباحة والسرقة، فقد يلجأ أصحاب النفوس الضعيفة وبعض المحسوبين على هذه الجهة أو تلك إلى استغلال هذه الظروف الاستثنائية للتكسب على حساب المواطنين الصامدين.

نحن واثقون من صمود شعبنا وقدرته على ردع العدوان الأمريكي.. إنه قدر شعبنا الذي ناضل عبر عقود ليكون سيد قراره الوطني.. المعادي للإمبريالية ولكل أشكال القهر والاستغلال والظلم.

العدد 1104 - 24/4/2024