النساء التونسيات والشباب يشاركون في الحكومة الجديدة

عندما انطلقت الثورة في تونس صرخت معلنة عن تفاقم الفقر وتجاوز القوانين التي امتازت بها تونس لعقود طوال، فلم تقبل السكون لوضع قد يدمّر تاريخ تونس الذي امتاز بقوانين منصفة للرجال والنساء والمهمشين، لذلك وقف الجميع معها معلنين تضامنهم ضد من استولوا على الحكم وخرّبوا تاريخاً بناه الشعب التونسي بالدم والعقل.

واليوم بعد انتصار الثورة على نفسها واختيار الشعب ما يريده من رئيس وأحزاب وسياسة، أعلنت الحكومة الجديدة عن انتصار النساء والمجتمع والمواطنة في تكريس مبدأ مشاركة النساء في السياسة فضمت الحكومة الجديدة ثلاث وزيرات هن: خديجة شريف (وزيرة المرأة والأسرة)، لطيفة الأخضر(وزيرة الثقافة) وسلمى اللومي (وزيرة التكوين المهني والتشغيل) رغم أن الوزارات التي استلمتها النساء التونسيات هي وزارات نمطيات كالأسرة والثقافة والعمل (التكوين المهني والتشغيل) لكن بإرفاد تلك الوزارات بست نساء أمناء الدولة (كاتبات دولة) تستلمن الضرائب والرسوم والممتلكات المصادرة والشؤون العقارية والتنمية والاستثمار والتعاون الدولي وإدراة الجرحى وشهداء الثورة وتطوير المستشفيات والإنتاج الزراعي، تخطو تونس كعادتها خطوات نحو المستقبل الذي يحقق المواطنة والتنمية، وهن نساء لم يُخترن لأنهن نساء ولاستكمال فكرة المساواة بل لأنهن متميزات ويستحققن العمل بجدارة.

وكذلك كان الاهتمام بوصول أعضاء شباب إلى الحكومة لإشراك الشباب في عملية التنمية ولأنهم يضخون الفكر الجديد والدم الأحمر المفعم بالحياة، ولأن هذا حقهم في بلاد يشكل الشباب نسبة 60% من المواطنين، لذلك يجب أن يأخذوا دورهم في مناحي الحياة كافة ومنها الحكومة التي تفتخر اليوم أنها تضم عناصر شابة.

تم الإعلان عن حكومة جديدة عرّفت نفسها بأنها حكومة كل التونسيين والتونسيات غايتها الأسمى تجسيم أهداف ثورة الحرية والكرامة وترسيخ المسار الديمقراطي وتوفير مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لفائدة كل الفئات والجهات، وخدمة المصلحة الوطنية التي تعلو فوق المصالح الحزبية والفئوية، وهي حكومة كفاءات وطنية تضم شخصيات سياسية وإدارية ومن المجتمع المدني ومن أهل الخبرة والاختصاص، كما تتسم بحضور متميز للمرأة والشباب.

وهنا نأمل أن تكون تونس فاتحة خير لكل الدول العربية فتحقق مكاسب من ثوراتها أو التغييرات التي تحاول الوصول اليها بشتى الطرق ولا تكرر الحكومات نفسها فيذهب الدم سدىً دون أي تغيير..

العدد 1105 - 01/5/2024