غيّبنا عن المؤتمر.. لكننا حاضرون في الوطن

كانت جريدة (النور) على صفحتها الثقافية وفي زاوية (فضاءات ضيقة) قد دعت إلى لقاء يضم رؤساء الصفحات الثقافية أو من يمثلهم في الدوريات السورية، لوضع خطة برنامجية مكثفة، تهدف إلى توحيد الإيقاع وتحديد الموضوعات التي تستدعي مهمات المرحلة الاهتمام بها تحت شعار عريض (الثقافة الوطنية ومحاربة الفكر الظلامي التكفيري، والتوافق بعد تبادل الرأي حول كل ما يساهم في عمل جماعي جدي مشترك منظم لكل من وزارتي الثقافة والإعلام.

ثم قدمنا اقتراحنا في لقاء مع ممثلي وزارة الثقافة، وطرحنا الفكرة نفسها، على أن تكون برعاية وزارة الثقافة، وما يتمخض عنه اللقاء يعتبر أساساً أولياً للقاء موسع يضم المعنيين بشؤون الثقافة والفكر على اختلاف آرائهم وتنوع مشاربهم في مؤتمر على مستوى القطر يتناول موضوع الثقافة الوطنية ودور المثقفين في مواجهة مشاريع الفكر التكفيري والإرهابي.

فلم نلق تجاوباً أو اهتماماً، فحاولنا منفردين على صفحات جريدة (النور) المتنوعة.. السياسية.. الاقتصادية.. الثقافية، والفكرية، أن نواجه هذا الفكر وأصوله النظرية والنصية في تعاضد يستند إلى مرجعية واضحة لكل صفحات جريدتنا التي تشكل وحدة متجانسة متكاملة متفاعلة بالرغم مما تعانيه من صعوبات وشح في الموارد وعوائق في التوزيع.

سبق أن وضعنا صفحات جريدتنا تحت تصرف الأقلام الوطنية، انطلاقاً من حرصنا على وحدة الصف الوطني، والابتعاد عن التناقضات والبحث عن دوائر الاتصال ونقاط التقاطع، وتدوير الزوايا وصولاً إلى ما يجمع في مرحلة عصيبة لا مثيل لها في تاريخ سورية، تتطلب تفاعل كل الجهود، بعيداً عن الإقصاء والتفرد. ودون ادعاء قمنا بواجبنا الوطني في السياسة والثقافة والفكر، على قدر ما تتيحه لنا الإمكانات المتوفرة (موضوعياً وذاتياً).

وهذه إحدى مهماتنا نحن من يقول: إننا من دعاة وحماة الوطنية الحقة، والدفاع عن الوطن ضد أعدائه في الداخل والخارج.

كنا نتوقع من المشرفين على التحضير للمؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التفكيري، دعوة جريدة (النور) للمشاركة في أعمال المؤتمر، نظراً لما قدمته على صفحاتها منذ إعادة إصدارها 2001 حتى اليوم، من مساهمة في التصدي للفكر الإرهابي التكفيري.

نأمل أن تكون جريدة (النور) حاضرة في المؤتمرات القادمة، وفي كل الأنشطة الوطنية والعالمية، لأنها جديرة بذلك تطبيقاً لمبدأي التعددية، والتنوع الثقافي الخلاق.

العدد 1105 - 01/5/2024