أطلس أسمائكٍ الحسنى في نصف الكأس

 أقام ملتقى نصف الكأس الثقافي أمسية شعرية طربية كرّم فيها الإعلامي والمسرحي والشاعر سامر محمد إسماعيل، والإعلامي الشاعر الأستاذ منهل غضبان، والشابة متعددة المواهب ريتا جعلوك.

وشهد الحفل حضوراً نوعياً، إذ شارك فيه معظم مديري الملتقيات الثقافية الدمشقية الأهلية، إضافة إلى شخصيات اعتبارية وفنية.

ألقى الشاعر سامر إسماعيل للمرّة الأولى نصوصاً من ديوانهِ الجديد (أطلس أسمائك الحُسنى)، أعقب ذلك مداخلات ومطالعات نقدية استعرضت بعض أبرز مزايا الديوان، ومنها ماقدمه الشاعر والمسرحي محمد خير داغستاني الذي رأى أن الشاعر لم يكن يخبرنا عبر نصوصه عن قناعاتهِ، بل كان يتساءل معنا حول العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، وقد جاءت سنابل الأسئلة ثقيلة حانية وتحت ظلالها الثقيلة نمت الأجوبة المرّة.. وهنا تبدّت الحقائق التي احترق الشاعر سامر بها ومنها.. يقول الشاعر:

(صوّب جيداً ياغبي.. هنا تماماً.. أطلق باتجاه قلبهِ الساخن.. أطلق على أخٍ لم تعرفهُ كما ينبغي.. أطلق وليقولوا: مات البارحة بنيرانٍ شقيقة.)

يتناسب ذلك مع الكدمات الكثيرة المتلاحقة والمنتشرة في الوجوه والأزقة وعلى جدران الأرواح والأعمار الكدمات المميزة لأطلس الأسماء المكياجية للبلاد (أطلس الأسماء الحسنى).. يقول سامر إسماعيل في أحد نصوصهِ:

(بيتي قبالة فرن (السعادة) ويقف عليه السعداء في حي التضامن جانب حديقة الوحدة، درستُ في ثانوية المحبة في حي التقدم وتخرجتُ من جامعة الوفاء)

أما الأديب والناقد سامر منصور فقد رأى فيما قدمه الشاعر سامر محمد إسماعيل تجلياً لمفهوم النص الرحلة، بمعنى أن الشاعر يأخذ المستمع في رحلة ضمن فضاءات الواقع والخيال، وحتى ضمن عوالمه الداخلية النفسية ليبثهُ همومه وهواجسهُ عسى أن يشاركهُ الرؤيا والشعور. وأردف منصور قائلاً:

(لقد تصدّعت جُدران المكان الذي نحن فيه لينساب عبرها ذلك الدفق المشهدي ولنطفو على بحر  من التأملات إلى مستوى أعلى من الرؤيا لواقعٍ يغصُّ بالتناقضات حتى يتشظى إنسانهُ، ورغم أن الشاعر سامر إسماعيل هدم جدران الزمان والمكان وحملنا إلى أزمنة وأماكن عديدة إلا أنه حافظ على الوحدة الفكرية لقصيدتهِ، فكان شاعراً متمكناً يعرف من أين ينطلق وإلى ماذا يريد أن يصل مهما اتسع فضاء نصه الشعري على الصعيدين الدلالي والمشهدي.. وبقي يعود إلى المرأة بعد أن تتعبهُ مصارعة علامات الاستفهام الحادة كالخطاطيف، لتعود المرأة فتشحنهُ بأسئلةٍ من نوعٍ آخر وربما ليس بآخر.. إنه الرجل العربي يراوح بهواجسه وتطلعاته بين ذاتهِ الإنسانية والمرأة والمدينة إنه ثالوثٌ وظف جيداً في ديوانهِ (أطلسُ أسمائك الحُسنى).. كثيرةٌ هي الصور والانزياحات والمجازات الفريدة التي غذت مشهدية تلك الرحلة الفكرية والزمكانية في العوالم الداخلية لذاتهِ الإنسانية التي ذهبنا عميقاً فيها بين ضفتي ديوانه ومما شدَّ انتباهي العبارات الحداثوية المدهشة ومنها:

(واصلتُ تدريب الأحصنة على المواء) – (تطعنني سيارةٌ مفخخة) -(وفتحت ألبوم فراشاتها الميتة) – (تكادُ الأرضُ تقف عن المولاوية حولكِ).

ثم قدم العازفون الملحن الأستاذ محمد قصاب، فقرة من الطرب الأصيل. وألقى الشاعر منهل غضبان نصوصاً سلسة عذبة وجزلة في آنٍ معاً تمحورت حول معانٍ إنسانية سامية لم يطرحها بشكلٍ مباشر، ولكن عبر تدفقٍ شيق للغة الجزلة والتعابير المؤثرة والإيقاعات الموسيقية للغة وإلقائه الصادق المُعبر عن روحهِ النبيلة.

وتضمن الحفل مشاركات شعرية للأساتذة الشعراء:

لؤي عبادي – مليكة محمد -أحمد كنعان -محمد خير داغستاني.

أم الممثلة الشابة دلال عمران فقد قدمت بحثاً مميزاً حول المتاجرة بجسد الأنثى بمعنى استخدام الصور الفاضحة للتسويق للعديد من السلع التجارية والفنية، ونددت بهذه الظاهرة.

العدد 1105 - 01/5/2024