الثقافة الوطنية أساس مشروع التنوير

 بسبب الصعوبات المالية، اضطرّت جريدة (النور) الأسبوعية إلى تقليص عدد صفحاتها من 12 صفحة إلى ثماني صفحات، وتكيفاً مع الواقع الجديد استُغني عن بعض الصفحات، وضُمّت صفحتا الرأي والثقافة في صفحة واحدة (صفحة الثقافة والفكر).

بناء على الاستحقاقات المفروضة، نتوجه إلى قراء الصفحتين وكتّابهما، وكذلك إلى من كانوا يكتبون لصفحة (شرفات الكلام) الغائبة، لا لعدم أهميتها وإنما للضرورات القاهرة، ندعو جميع من كان يكتب في الصفحات الثلاث أن يبقى على تواصل معنا مع تعديل على الموضوعات وأسلوب التناول في صفحة شرفات، ليتناسب مع الهدف المتوخى من صفحة الثقافة والفكر.

تساوقاً مع المشروع الذي قدمه رئيس اتحاد الكتاب العرب تنفيذاً لشعار دورته التاسعة (ثفافة التنوير) واستناداً إلى ما كانت صفحتا الثقافة والرأي قد أعلنتاه حول توحيد إيقاع الصفحات الثقافية في الدوريات السورية، والتركيز على القضايا الفكرية والثقافية التي تساهم في توحيد الجبهة الثقافية على أساس من التنوع وحق الاختلاف، لمجابهة المشروع الظلامي التكفيري الإقصائي المعادي لكل ما هو إنساني وحضاري، ووفاء لتاريخ جريدة (النور)، تواصل فتح صفحتها للمساهمة في هذا المشروع، منطلقة من أن بداية ثقافة التنوير، وحجر الأساس فيها هي (الثقافة الوطنية).

ترحب صفحة الثقافة والفكر، بكل جهد مثمر بنّاء يساهم في مشروع الثقافة الوطنية التي نعتبر أساسها كل ما يخدم الوطن الواحد الموحد، الحر، السيد، الذي يضمن لكل أبنائه تلبية احتياجاتهم الروحية والمادية ويساهم في المحافظة على النسيج الاجتماعي وعلى العلاقة المتبادلة مع مؤسسات الدولة، فلا حرية ولا كرامة ولا سيادة خارج مفهوم الدولة، إننا ننشد دولة مبنية على أساس من الديمقراطية الحقة ومن العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون في وطن يتسع لكل أبنائه على أساس مفهوم المواطنة.

فالثقافة الوطنية هي كل ما يساهم في تعزيز الدولة والمحافظة على مقوماتها، سواء كان ذلك من التراث الغني لخبرات شعوب المنطقة أو من التجربة المعيشية الحديثة والمعاصرة أو من الانفتاح على تجارب الآخرين ممن بنوا دولاً مزدهرة وساهموا في إنتاج الحضارة الإنسانية التي يحق لأبناء جميع الشعوب الاستفادة من منجزاتها دون إحساس بالنقص أو الاستعلاء المستند إلى ماضٍ ولى ولن يعود.

الثقافة الوطنية هي كل ما يساهم في مواجهة التحديات المصيرية التي يتعرض لها الوطن، وأولها المحافظة على الدولة وإعلاء مكانة الفكر العلمي والتخلص مما يولد وعياً زائفاً عن طريق إشاعة الأفكار الغيبية واعتماد المرجعيات التي أفل زمانها، فالفكر العلمي هو أساس التقدم وازدهار الأمم، تلك هي تجربة الشعوب المتقدمة، فلا حياة دون الرجوع إلى الرؤية العلمية الشاملة في فهم الواقع والاستجابة لمتطلبات المستقبل.

العدد 1105 - 01/5/2024