أليس حريّاً بالغرب أن يعمل على وقف الحرب؟

منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية منتصف آذار 2011 تأهب الغرب برمته للدفاع عن الشعب السوري بحجة حقه في الديمقراطية والحرية والكرامة.

ومع مشروعية هذه الحقوق، إلاّ أن نوازع الغرب ودوافعه تجاه المسألة السورية لم ولن تكون يوماً دوافع إنسانية قائمة على تطبيق اتفاقية حقوق الإنسان أو الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، لأن هذا الغرب يتعامل مع مسألة حقوق الإنسان بازدواجية واضحة وفاضحة فيما يخص مواطنيه من جهة، وبما يتعلق بالإنسان في بلدان العالم الثالث أو النامي والمتخلف. فعندما يتعلق الأمر بشعوب تلك البلدان لا يكون هناك مجالاً للوقوف عند حقوق الإنسان، وهذه فلسطين مثالاً صارخاً في وجه الغرب خصوصاً والبشرية عموماً منذ عقود.

فالموقف الغربي اليوم من مسألة الهجرة السورية التي تفاقمت حتى غدت ظاهرة ومادة دسمة في الإعلام الغربي وسواه، لم يكن إنسانياً صرفاً إلاّ على أراضيه من حيث استقبال اللاجئين وتأمين الحماية والرعاية لهم وفق شروطهم وقوانينهم، أما ما خفي فهو الأعظم والأفظع، وطبعاً نحن(حكوماتنا العتيدة) ساهون أبداً عمّا يُدبّر لنا في كواليس السياسة الغربية، مبهورون(كسوريين مهاجرين) بإنسانية بلدان فتحت لنا أبوابها وكامباتها خوفاً علينا من أمان مفقود وكرامة مهدورة.

لا يخفى على أحد البتة، أن الغرب الرأسمالي لا يمكن أن يقدّم خدمة مجانية، لاسيما لشعوب العالم النامي أو المتخلّف، وتحديداً الشعوب العربية، حتى وإن استدعت إنسانيته ذلك، لأن أساس منطق الرأسمالي هو الربح ولا شيء سواه، ومنفعته هي الأساس في كل توجّه يقوم به.

ألم يكن حريّاً بهذا الغرب الإنساني أن يوقف إمداد الإرهاب(تصدير المجاهدين) الذي تفاقم في المنطقة العربية..؟ ثمّ، ألا يجب عليه(إن لم يكن مشاركاً في هذه الحرب..!!) الضغط على أطراف النزاع من جهة، وعلى الدول ذات المصالح السياسية والاقتصادية في المسألة السورية من أجل وقف هذه الحرب والدفع باتجاه الحوار واعتماد الحلول السياسية وصولاً إلى ما يمكنه أن يعيد الأمن والأمان إلى سوريا والسوريين..؟

العدد 1105 - 01/5/2024