نبض الشباب

 نكاد نقول إن المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد قد أنجز أعماله بنجاح، وبيّن تمسّك أعضائه ببنيانه السياسي، فقد حضروا من كل أصقاع البلاد، يحملون معهم وصفاً لواقع الحال في محافظاتهم ، وتطلعات الشعب السوري، وسبل عيشه، ورؤيتهم للحل الذي يُخرج البلاد من دوامة العنف، والدور الذي يمكن لحزبهم الشيوعي أن يقوم به.

 وحضر نبض الشباب الشيوعي، في المؤتمر، من خلال المندوبين الشباب، الذين عبروا بمداخلاتهم  وحواراتهم ضمن اللجان، عن مجموعة قضايا تعبر بعمق عن وضع هذه الشريحة التي تنال الجزء الأكبر من الآثار السلبية لهذه الأزمة وبجوانبها كافة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فطالبوا أولاً بأن يقر المؤتمر لهم نسبة(كوتا) في كل الانتخابات التي تحصل في الهيئات، وبأن يكون لهم مدرسة فكرية حزبية ترشدهم لمناهل الماركسية، ورأوا  أن مشاريع الوثائق المقدمة للمؤتمر لم تعالج قضايا الشباب معالجة كافية، فلزم إعادة النظر فيها لتكون أغنى، أما المنظمة الرديفة لحزبهم وهي منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، فكان طرح موضوعها على بساط البحث أحد مطالب الشباب، وأن يتحمل الجميع مسؤوليته في إعادة إحيائها وإخراجها من حالة الموت السريري التي تعيشها، بوضع خطوات واضحة المعالم لتنفيذها وإبعادها عن التجريب، فلا الزمان ينتظر، ولا الوضعية التنظيمية تسمح بذلك.

 ولم يغب عن بالهم أن يطالبوا رفاقهم النقابيين برفع صوتهم النقابي، وأن يعبروا في الاتحاد العام لنقابات العمال عن مأساة الحركة الشبابية وحاجتها إلى فرص عمل لخريجيها، وتثبيت المؤقتين ممن يعملون بعقود سنوية أو بعقود برنامج تشغيل الخريجين الشباب، وبذلك  يفسحون المجال لأن تبقى هذه الفئة في البلاد وتساهم في وضع حد للهجرة.  وتركزت مناشدتهم على رفع سوية المطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين، كما ورد في مشروع التقرير السياسي.

 أما الخطوة الأهم فكانت اندفاعهم لترشيح أنفسهم للهيئات القيادية  في الحزب (اللجنة المركزية ولجنة الرقابة)، وهم بذلك يحجزون لأنفسهم مقعداً في قمة الهرم الحزبي الذي طالما غابوا عنه نتيجة عدة عوامل لا يغيب عنها العامل الذاتي. وبغض النظر عن الملاحظات بخصوص السوية المعرفية للرفاق الشباب، فإن حضور الشباب في اجتماعات الهيئات القيادية يفسح المجال لهم، لإغناء تجربتهم والتمرس في العمل، ويصقلون معارفهم، ويبقون بوابة التواصل قائمة مع مناضلين أكفاء في صفوف الحزب، أمضوا عمرهم  ليسعد الشعب السوري ويحظى بحريته.

 هي خطوة نحو الأمام خطاها المؤتمر الثاني عشر، ليُبنى عليها لاحقاً. فالحياة الحزبية غنية ومتنوعة، ويخطئ من ينظر إليها بصيغة واحدة، أو يقف بوجه تقدمها.

العدد 1105 - 01/5/2024