اطلعي من القوقعة.. اطلعي من القوقعة!

 اجتمعت اليوم في (صبحية نسوان) دمشقية بنساء من أجيال مختلفة، وكنا نتكلم أن غداً يصادف يوم الثامن من آذار، أي يوم المرأة العالمي.

و دارَ جدالٌ بيننا نحن النساء السوريات المجتمعات حول السؤالين التاليين: هل يجب أن توقف المرأة مسيرة تطورها ونموها وأن تبقى أو أن تعود إلى قوقعتها، لتضمن مجيء (عريس الغفلة) الذي سيحتفظ بها تحت كفنه الأبوي، أو أن تخاف من زوجها الذي سيقبض على أحلامها لتداريه وأطفاله بالتي هي أحسن؟

و حين جاء دوري انتفضت غاضبة وقلت: كفانا خوفاً من ذكر مجهول وموروث يعشش في مخاوفنا ويعيق حركتنا. وهل نحن نضمن ما قد تخبئه لنا الأيام من حياة وردية، لكي نراهن على تحقيقنا لذاتنا ونعود إلى قوقعتنا؟!

يا وردتي، إن الحياة التي نعيشها مليئة بالأشواك الخبيثة التي تخوننا وتخنق مسيرتنا، فما لنا إلا أن نستعد لمزيد من الربح والمزيد من الخسائر. أما أن تعتقدي يا سيدتي أنك وصلت، فتأكدي أنك ما زلت تلميذة مبتدئة في مدرسة الحياة.

كوني واقعية وارمي نفسك في البحر، لتجدي أنكِ لستِ إلا سمكة صغيرة في بحر الحياة الواسع!

كوني امرأة، كوني كما أنتِ، مزيجاً من الحقد والمسامحة، من الحب والكراهية، من الخيبة والنصر، من الأمل واليأس، من النقاء والرذيلة. كوني إنسانة ببساطة الأشياء والقواعد الكونية!

لا تهملي أبداً طاقتك الداخلية وتذبلي في عز ربيعكِ، ولا تنتظري فرجاً ينزل عليك من السماء ومفتاحه بيدك وإرادتك الذكية!

اصبري وستلتقين برجل يناسبك ويبحث بالأصل عنكِ لتكونا معاً رجلاً وامرأة كاملين ينقصهما الحب.

هو يرتوي بماء بحرك وأنتِ ترتوين من ماء حبه، ليروي عطشك للحب والحنان والاهتمام.

افتخري بكل مسيرتك وبما أنجزتِ، وشقّي دروباً جديدة من الحرية والأمل، وانتصري على أحزانك، وأخيراً أقول لي ولكِ في عيدنا، أقولها بالعامية: (اطلعي من القوقعة.. اطلعي من القوقعة.. اطلعي من القوقعة)! وتشجعي فالطريق في أوله والحياة مهما طالت قصيرة!

العدد 1105 - 01/5/2024